أما في الإسناد: فأسقط عبد الله بن الفضل من الإسناد فقال: صالح بن كيسان ونافع بن جبير.
وأما في المتن فقوله:«ليس للولي مع الثيب أمر».
ورواه الجماعة بلفظ:«الثيب»، وفي رواية:«الأيم أحق بنفسها من وليها».
قال الدارقطني عقب الحديث:(كذا رواه معمر عن صالح، والذي قبله أصح في الإسناد والمتن، لأن صالحاً لم يسمعه من نافع بن جبير، وإنما سمعه من عبد الله بن الفضل عنه (١)، اتفق على ذلك ابن إسحاق وسعيد بن سلمة عن صالح، سمعت النيسابوري يقول: الذي عندي أن معمراً أخطأ فيه).
وقال عقب أن رواه من طريق محمد بن إسحاق (٣/ ٢٣٨): تابعه سعيد بن سلمة، عن صالح بن كيسان.
وخالفهما معمر في إسناده فأسقط منه رجلاً، وخالفهما أيضاً في متنه فأتى بلفظ آخر وهم فيه، لأن كل من رواه عن عبد الله بن الفضل، وكل مَنْ رواه عن نافع بن جبير مع عبد الله بن الفضل خالفوا معمراً، واتفاقهم على خلافه دليل على وهمه، والله أعلم.
وقال ابن أبي حاتم في العلل (١٢٤٩): وسألت أبي عن حديث رواه معمر، عن صالح بن كيسان، عن نافع بن جبير، عن ابن عباس عن النبي ﷺ:«الأيم أحق بنفسها».
(١) عبد الله بن الفضل بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي المدني، ثقة، من الرابعة، روى له البخاري ومسلم.