للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

خالفه سعيد بن أبي عروبة (١) فرواه عن قتادة، عن أبي الطفيل، قال: كان معاوية لا يأتي على ركن من أركان البيت إلا استلمه فقال ابن عباس: إنما كان نبي الله يستلم هذين الركنين. فقال معاوية: ليس من أركانه شيء مهجور.

ومما يدل على وهم شعبة:

ما رواه مسلم في صحيحه (١٢٦٩) من طريق عمرو بن الحارث: أنَّ قتادة بن دعامة حدثه أنَّ أبا الطفيل البكري حدثه أنه سمع ابن عباس يقول: لم أرَ رسول الله يستلم غير الركنين اليمانيين.

وما كان ابن عباس ليخالف ما روى فتأكد بذلك أنَّ الذي كان يستلم الأركان كلها معاوية، وأنَّ المنكر عليه ابن عباس لا كما قال شعبة.

وذكره البخاري في صحيحه (١/ ١٦٠) معلقاً بصيغة الجزم فقال: (وكان معاوية يستلم الأركان كلها فقال له ابن عباس : إنه لا يستلم هذان الركنان، فقال: ليس من البيت شيء مهجور، وكان ابن الزبير يستلمهن كلهن).

وأخرج الإمام أحمد (١/ ٢٤٦)، والحاكم (٣/ ٥٤٢) من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الطفيل: أنه رأى معاوية يطوف بالكعبة وعن يساره عبد الله بن عباس وأنا أتلوهما في ظهورهما أسمع كلامهما فطفق معاوية يستلم ركني الحجر فيقول له ابن عباس: إن رسول الله لم يكن يستلم هذين الركنين، فيقول معاوية: يا ابن عباس، فإنه ليس شيء منها مهجور. فطفق ابن عباس لا يذره (٢)، كلما وضع يده على شيء من الركنين إلا قال له ذلك.

وقال الحاكم: (هذا حديث صحيح الإسناد). ووافقه الذهبي.


(١) أخرجه أحمد (١/ ٣٧٢) عن روح بن عبادة وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف عن سعيد بن أبي عروبة وهذا سند على شرط الشيخين، والبيهقي (٥/ ٧٦) من طريق خالد بن الحارث.
(٢) في المسند: لا يزيده.

<<  <  ج: ص:  >  >>