للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وما سبق من حديث أبي الطفيل هو ما رآه من حال ابن عباس ومعاوية ، وجاءت هذه القصة من لسان ابن عباس نفسه فقد روى أحمد (١/ ٢١٧) من طريق خصيف عن مجاهد عن ابن عباس: أنه طاف مع معاوية بالبيت فجعل معاوية يستلم الأركان كلها فقال له ابن عباس: لمَ تستلم هذين الركنين ولم يكن رسول الله يستلمهما؟ فقال معاوية: ليس شيء من البيت مهجوراً؟ فقال ابن عباس: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ … (٢١)﴾. فقال معاوية: صدقت (١). والله تعالى أعلم.

قال الحافظ في «الفتح» (٣/ ٤٧٤): قال عبد الله بن أحمد في «العلل»: سألت أبي عنه فقال: قَلَبَه شعبة (٢).

وقد روى هذا الحديث ابن عبد البر في «الاستذكار» (٤/ ٥٢) قال: حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا بكر بن حماد، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى عن شعبة عن قتادة عن أبي الطفيل، قال: حج ابن عباس فجعل معاوية يستلم الأركان كلها، قال ابن عباس: إنما استلم رسول الله هذين الركنين الأيمنين. قال معاوية: ليس من أركانه شيء مهجور.

فهنا وافق شعبة الجماعة وقد سبق رواية يحيى بن سعيد وجماعة عن شعبة خلافه فلعل هذا هنا ممن دونه في الإسناد. والله تعالى أعلم.


(١) قال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح.
(٢) انظر: «العلل ومعرفة الرجال» رواية عبد الله بن أحمد (٥٤٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>