للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لذا قال أهل العلم بأن الإمام الزهري قد وهم في هذا الحديث في موضعين:

الأول: قوله في أول الحديث: (ذو الشمالين)، ثم قوله عن النبي : (أصدق ذو اليدين) فكأنه جعلهما واحداً والصحيح أنه ذو اليدين لأن ذا الشمالين استشهد في بدر.

قال البيهقي: «ذو الشمالين هو ابن عبد عمرو بن نضلة حليف لبني زهرة من خزاعة استشهد يوم بدر، هكذا ذكره عروة بن الزبير وسائر أهل العلم بالمغازي، وقال محمد بن إسحاق لا عقب له» (١).

وأما (ذو اليدين) فيحيى بن أبي كثير يقول في حديثه: رجل من بني سليم وشعيب بن مطير يروي عن أبيه عن ذي اليدين (٢).

ووهم مَنْ قال في حديث أبي هريرة: (ذو الشمالين) فإن صاحب هذا (ذو اليدين) وهو غير المقتول ببدر. انتهى كلامه.

وتعليل الوهم في ذكر ذي الشمالين بأن أبا هريرة راوي الحديث إنما صحب النبي بخيبر (٣) وهو يقول في بعض الروايات: (بينما أنا


(١) معرفة السنن والآثار (٣/ ٣١٠) والسنن الكبرى (٢/ ٣٦٦) وانظر ترجمته في أسد الغابة.
(٢) قيل: اسمه الخرباق، مات في خلافة معاوية، وروى عنه هذا الحديث ابنه مطير بن الخرباق ورواه عن مطير ابنه شعيب بن مطير. التمهيد (١/ ٣٦٨) ونصب الراية (٢/ ٧٣).
(٣) قال الشافعي: أبو هريرة إنما صحب رسول الله بخيبر.
وقال أبو هريرة: قدمت على رسول الله وأصحابه خيبر بعدما افتتحوها. المعرفة (٣/ ٣٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>