للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أصلي مع النبي (١) فكيف يكون صاحب القصة ذي الشمالين وهو قد استشهد قبل ذلك بسنين.

وقال ابن عبد البر (٢): لم يتابع الزهري على قوله: إن المتكلم ذو الشمالين لأنه قتل يوم بدر فيما ذكره أبو إسحاق وغيره واسمه عمير بن عمرو، قال: وقد اضطرب الزهري في حديث ذي اليدين اضطراباً أوجب أهل العلم بالنقل تركه من روايته خاصة وقد غلطه فيه مسلم ولا أعلم أحداً من أهل العلم بالحديث المصنفين فيه عوّل على حديث الزهري في قصة ذي اليدين وكلهم تركوه لاضطرابه وأنه لم يقم له إسناداً ولا متناً وإن كان إماماً عظيماً في هذا الشأن، فالغلط لا يسلم منه بشر، والكمال للّه تعالى، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي » اه.

وقال السهيلي في الروض الأنف: لم يروه أحد هكذا إلا الزهري، وهو غلط عند أهل الحديث وإنما هو ذو اليدين السلمي، واسمه خرباق، وذو الشمالين قتل ببدر، والحديث شهده أبو هريرة وكان إسلامه بعد بدر بسنتين ومات ذو اليدين السلمي في خلافة معاوية، وروى عنه هذا الحديث ابنه مطير بن الخرباق، ورواه عن مطير ابنه شعيب بن مطير (٣).

وقال ابن حجر في الفتح (٣/ ٩٦): قول أبي هريرة: (صلّى بنا رسول الله ظاهر في أن أبا هريرة حضر القصة، وحمله الطحاوي


(١) النووي في شرح مسلم (٥/ ٧٢) وهو في التمهيد (١/ ٣٦٥ - ٣٦٦) بتصرف.
(٢) في التمهيد (١/ ٣٦٥ - ٣٦٦) بتصرف.
(٣) نصب الراية (٢/ ٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>