الجماعة وعبيدة مات قبل ابن الزبير فيما زعم أهل التواريخ بتسع سنين فتبعد روايته عنه. والله أعلم.
تفرد به عطاء بن السائب مع الاختلاف عليه في إسناده».
وقال ابن أبي حاتم في «العلل»(١٣٢٧): سألت أبي عن حديث رواه شعبة عن عطاء بن السائب، عن أبي البختري، عن عبيدة، عن ابن الزبير، عن النبي ﷺ أنَّ رجلاً حلف بالله كاذباً فغفر له.
قال أبي: رواه عبد الوارث وجرير عن عطاء بن السائب، عن أبي يحيى هو الأعرج، عن ابن عباس أنَّ رجلين اختصما إلى النبي ﷺ فادعى أحدهما على صاحبه حقاً، فاستحلف النبي ﷺ المدعى عليه فحلف بالله الذي لا إله إلا هو ما له قبلي حق، قال النبي ﷺ:«غفر كذبه بتصديقه بلا إله إلا الله».
قلت لأبي: أيهما أصح؟
قال: شعبة أقدم سماعاً من هؤلاء، وعطاء تغير بأخرة.
قلت: سماع سفيان وشعبة منه قديماً كما قال يحيى القطان (١)، والنسائي، وأبو حاتم وغيرهم، وقد اختلفا هنا عليه وقد تابع سفيان حماد بن سلمة وغير واحد فيحكم لروايته بالصحة ولرواية شعبة بالوهم. والله تعالى أعلم.
وهذا الحديث ذكره السيوطي في كتابه «الباهر في حكم النبي ﷺ بالباطن والظاهر»(ص ٦٣)، وذلك أنَّ المدعى عليه حلف
(١) قال يحيى القطان: ما حدَّث سفيان وشعبة عن عطاء بن السائب صحيح إلا حديثين، كان شعبة يقول: سمعتهما بأخرة عن زاذان. وقال ابن معين: وجميع مَنْ روى عن عطاء روى عنه في الاختلاط إلا شعبة وسفيان. وقال يعقوب بن سفيان: عطاء ثقة، حديثه حجة، ما روى عنه سفيان وشعبة وحماد بن سلمة وسماع هؤلاء سماع قديم. وكان عطاء تغير بأخرة، فرواية جرير وابن فضيل وطبقتهم ضعيفة. انظر: «تهذيب الكمال» ترجمة (٤٧٢٤) و «المعرفة» (٣/ ٨٤).