قال الحافظ في الفتح (٥/ ١٧٦): قوله: (والذي نفسي بيده لولا الجهاد في سبيل الله والحج وبر أمي لأحببت أن أموت وأنا مملوك).
ظاهر هذا السياق دفع هذه الجمل إلى آخرها وعلى ذلك جرى الخطابي فقال: للّه أن يمتحن أنبياءه وأصفياءه بالرق كما امتحن يوسف. اه.
وجزم الداودي وابن بطال وغير واحد أن ذلك مدرج من قول أبي هريرة، ويدل عليه من حيث المعنى قوله:(وبر أمي) فإنه لم يكن للنبي ﷺ حينئذٍ أم يبرها، ووجهه الكرماني فقال: أراد بذلك تعليم أمته، أو أورده على سبيل فرض حياتها أو المراد أمه التي أرضعته وفاته التنصيص على إدراج ذلك (١) فقد فصله الإسماعيلي من طريق أخرى عن ابن المبارك ولفظه: (والذي نفس أبي هريرة بيده … ) وكذلك أخرجه الحسين بن الحسن المروزي في كتاب البر والصلة عن ابن المبارك، وكذلك أخرجه مسلم من طريق عبد الله بن وهب وأبي صفوان الأموي، والمصنف في الأدب المفرد من طريق سليمان بن بلال، والإسماعيلي من طريق سعيد بن يحيى اللخمي، وأبو عوانة من طريق عثمان بن عمر كلهم عن يونس.
زاد مسلم في آخر طريق ابن وهب قال يعني الزهري:(وبلغنا أن أبا هريرة لم يكن يحج حتى ماتت أمه لصحبتها) اه.
ونحو ذلك قال العيني في عمدة القاري (١٣/ ١٠٩).
(١) قال العيني في عمدة القاري: لو اطلع الكرماني على ما اطلع عليه مَنْ يدعي الإدراج لما تكلف هذا التأويل المتعسف وقد صرّح بالإدراج الإسماعيلي.