للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولريحانة شعر:

بوجهك لا تعذبني فإني … أؤمل أن أفوز بخير دار

وأنت مجاور الأبرار فيها … فيا طوبى في ذا الجوار

ثالثة: عن بعض السلف قال: بينما عيسى يسيح فى بعض البلاد بالشام، واشتد به المطر والرعد والبرق، فجعل يطلب كُنًّا، فرفعت له خيمة من بعيد، فأتاها فإذا هو بامرأة فحاد عنها، فإذا هو بكهف في جبل، فأتاه، فإذا في الكهف سبع، فوضع يده عليه ثم قال: إلهي جعلت لكل شيء مأوى، ولم تجعل لي مأوى، فأجابه الجليل: مأواك عندي في مستقر رحمتي، لأزوجنك يوم القيامة مائة حوراء خلقتها بيدي، ولأطعمن في عرسك أربعة آلاف عام؛ يوم فيها كعمر الدنيا، ولآمرن مناديًا ينادي: أين الزهاد في الدنيا، احضروا عرس عيسى ابن مريم.

رابعة: قال أحمد الخلاسي: كانت لي أم صالحة، فقالت لي يومًا وقد عضنا الفقر والحال: يا بني إلى متى نكون في هذه الشدة، فلما كان وقت السحر (١) قلت: اللهم إن كان لي عندك في الآخرة شيء، فعجل لي منه إلى الدنيا، فرأيت نورًا في زاوية البيت (المعمور) (٢)، فقمت إلى البيت فرأيت رجل سرير من ذهب مرصَّع بالجوهر، فقلت لها: خذي، وخرجت إلى الجانع أُحدث نفسي، إلى من أدفعه من أصحاب الجوهر، وكيف العمل به؟ فلما رجعت قالت لي: يا بني، اجعلني في حل، فإنك لما خرجت نمت، فرأيت كأني دخلت الجنة، فرأيت قصرًا على بابه مكتوب لا إله إلا اللَّه محمد رسول اللَّه، هذا لأبي أحمد الخلاسي، قلت: هذا لابني؟ قال لي قائل: نعم، فدخلت ودرت في بيوته، فرأيت في بيت منها أسرَّة، بينهم سرير مكبوب، فقلت: ما أسمح هذا السرير من بين الأسرّة، فقال لي قائل: أنت أخذت رجله، فقلت: ردوها إلى موضعها، فانتبهت وقد غابت عني، وللَّه الحمد.

خامسها: عن سفيان: أن أصحابه كلموه لما رأوا ما هو عليه من شدة الخوف، وكثرة المجاهدة والجهد، فقالوا له: يا شيخ، لو نقصت عن هذه المجاهدة التي نراها بك؛ نلت مقصودك ومرادك إن شاء اللَّه، فقلت لهم: كيف لا أجتهد كل الاجتهاد، وقد بلغني أن أهل الجنة يكونون في منازلهم، فيتجلى لهم نور عظيم تضيء له الجنان الثمان من شدة ضيائه وحسن بهائه، فيظنون أن ذلك نور من قبل الرحمن، فيخرون ساجدين، فينادي مناد: ارفعوا رؤوسكم، ليس الذي تظنون، إنما هو نور


(١) السَّحر: آخر الليل قبيل الفجر، جمعها: أسحار.
(٢) كذا بالأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>