للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بحيرة طبرية فيشربون، ما فيها، ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء.

ويحصر نبي اللَّه عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم، فيرغب نبي اللَّه عيسى وأصحابه، فيرسل اللَّه عليهم النغف (١) في رقابهم. فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة، ثم يهبط نبي اللَّه عيسى وأصحابه إلى الأرض، فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم، فيغب نبي اللَّه عيسى وأصحابه إلى اللَّه فيرسل اللَّه طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء اللَّه.

ثم يرسل اللَّه مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلقة (٢). ثم يقال للأرض: أنبتي ثمرتك. وروي بركتك. فيومئذ يأكل العصابة (٣) من الرمانة ويستظلون بقحفها، ويبارك في الرِّسل (٤) حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس فبينما هم كذلك إذ بعث اللَّه ريحا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم، فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم، ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج


(١) النغف، بنون وغين معجمة مفتوحتين، ثم فاء: وهو دود يكون في أنوف الإبل والغنم، الواحدة: نغفة. والفرسى، بفتح الفاء مقصور: أي قتلى، واحدهم: فريس.
(٢) الزلفة: روي بفتح الزاي واللام والقاف، وروي الزلفة، بضم الزاي وإسكان اللام وبالفاء، وروي الزلفة بفتح الزاي واللام وبالفاء: قال القاضي: روي بالفاء والقاف، وبفتح اللام وبإسكانها، وكلها صحيحة، قال في المشارق: والذي مفتوحة، واختلفوا في معناه، فقال ثعلب وأبو زيد وآخرون: معناه كالمرآة. وحكى صاحب المشارق هذا عن ابن عباس أيضا؛ شبهها بالمرآة في صفائها ونظافتها. وقيل كمصانع الماء، أي أن الماء يستنقع فيها حتى تصير كالمصنع الذي يجتمع فيه الماء، وقال أبو عبيد: معناه كالإجانة الخضراء، وقيل كالصحفة، وقيل كالروضة. [النووي في شرح مسلم (١٨/ ٥٦) طبعة دار الكتب العلمية].
(٣) العصابة: الجماعة. وقحفها، بكسر القاف: مقعد قشرها، شبهها بقحف الرأس، وهو الذي فوق الدماغ، وقيل: ما انفلق من جمجمته وانفصل.
(٤) الرِّسل، بكسر الراء وإسكان السين: هو اللبن. واللقحة، بكسر اللام وفتحها، لغتان مشهورتان، والكسر أشهر: وهي القريبة العهد بالولادة، وجمعها لقح بكسر اللام وفتح القاف كبركة وبرك، واللقوح ذات اللبن، وجمعها لقاح.
والفئام، بكسر الفاء، وبعدها همزة ممدودة: وهي الجماعة الكثيرة، هذا هو المشهور والمعروف في كتب اللغة وكتب الغريب ورواية الحديث أنه بكسر الفاء وبالهمز. قال القاضي: ومنهم من لا يجيز الهمز، بل يقوله بالياء. وقال في المشارق: وحكاه الخليل بفتح الفاء، وهي رواية القابسي.

<<  <  ج: ص:  >  >>