للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

معروفا ولا ينكرون منكرا، فبتمثل لهم الشيطان فيقول: ألا تستجيبون؟ فيقولون: فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان، وهم في ذلك دارة أرزاقهم، حسن عيشهم، ثم ينفخ في الصور، فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتًا ورفع ليتا" قال: "وأول من يسمعه رجل يلوط (١) حوض إبله قال: فيصعق، ويصعق الناس. ثم يرسل اللَّه" أو قال: "ينزل اللَّه مطرا كأنه الطل (٢) أو الظل، فينبت منه أجساد الناس، ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون، ثم يقال: يا أيها الناس هلم الى ربكم، ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (٢٤)﴾ قال: ثم يقال: أخرجوا بعث النار، فيقال: من كم؟ فيقال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، قال: فذاك يوم يجعل الولدان شيبا، وذلك يوم يكشف عن ساق (٣) رواه مسلم.

الليت: صفحة العنق، ومعناه: يضع صفحة عنقه ويرفع صفحته الأخرى.

وروينا من حديث أنس قال: قال رسول اللَّه : "ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال (٤) إلا مكة والمدينة، وليس نقب من أنقابها إلا عليه الملائكة صافين تحرسها، فينزل بالسبخة، فترجف المدينة ثلاث رجفات، يخرج إليه منها كل كافر ومنافق" (٥).


(١) أي يطينه ويصلحه.
(٢) قوله: "كأنه الطل أو الظل" قال العلماء: الأصح: الطل بالمهملة، وهو الموافق للحديث الآخر أنه كمني الرجال، وفي آخره قوله: "فذلك يوم يكشف عن ساق" قال العلماء: معناه ومعنى ما في القرآن ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾ [القلم: ٤٢] يوم يكشف عن شدة وهول عظيم، أي يظهر ذلك، يقال: كشفت الحرب عن ساقتها، إذا اشتدت، وأصله أن من جد في أمره كشف عن ساقه مستمرا في الخفة والنشاط له.
(٣) رواه مسلم في صحيحه [١١٦ - (٢٩٤٠)] كتاب الفتن وأشراط الساعة، [٢٣] باب في خروج الدجال ومكثه في الأرض ونزول عيسى وقتله إياه، وذهاب أهل الخير والإيمان، وأحمد في مسنده (٢/ ١٦٦)، والحاكم في المستدرك (٢/ ٤٤٥، ٤/ ٥٥٠)، والمنذري في الترغيب والترهيب (٢/ ٤٩، ٤/ ١٦٩)، والهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ٢٥٦)، وابن كثير في تفسيره (٢/ ٤١٦، ٦/ ٢٢٥).
(٤) في إظهار الدجال لبعض الخوارق قال النووي: الجواب أنه إنما يدعي الربوبية، وأدلة الحدوث تخل ما ادعاه وتكذبه، وأما النبي فإنما يدعي النبوة، وليست مستحيلة في البشر، فإذا أتى بدليل لم يعارضه شيء صُدِّقَ، وأما قول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته أتشكون في الأمر؟ فيقولون: لا، فقد يستشكل لأن ما أظهره الدجال لا دلالة فيه لربوبيته لظهور النقص عليه، ودلائل الحدوث وتشويه الذات وشهادة كذبه وكفره المكتوبة بين عينيه وغير ذلك. [النووي في شرح مسلم (١٨/ ٥٨) طبعة دار الكتب العلمية].
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه (١٨٨١) كتاب فضائل المدينة، [٩] باب لا يدخل الدجال المدينة، =

<<  <  ج: ص:  >  >>