للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعنه: بينما النبي في مجلس يحدث القوم إذ جاءه أعرابيٌّ فقال: متى الساعة؟ (١) فمضى رسول اللَّه يحدِّث، فقال بعض القوم: سمع ما قال، فكره ما قال. وقال بعضهم: بل لم يسمغ، حتى إذا قضى حديثه قال: "أين أراه السائل عن الساعة؟ " قال ها أنا يا رسول اللَّه. قال: "فإذا ضُيِّعت الأمانة فانتظر الساعة لما قال: وكيف إضاعتها؟ قال: إذا وُسِّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة" (٢) رواه البخاري. وعنه : ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ قال: "خير الناس للناس؛ يأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا الإسلام" (٣).

وعنه عن النبي قال: "عجب اللَّه ﷿ من قوم يدخلون الجنة في السلاسل" (٤).

معناه: يؤسرون ويقيدون، ثم يسلمون فيدخلون الجنة.

وعنه عن النبي قال: "أحب البلاد إلى اللَّه مساجدها، وأبغض البلاد إلى اللَّه أسواقها" (٥) رواه مسلم.


= ﴿يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (١٨)﴾ [النبأ: ١٨]، ومسلم في صحيحه [١٤١ - (٢٩٥٥)] كتاب الفتن، [٢٨] باب ما بين النفختين، والمنذري في الترغيب والترهيب (٤/ ٣٨٣)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (٥٥٢١)، وابن كثير في تفسيره (٨/ ٣٢٨).
(١) في حديث جبريل المشهور عن الإسلام والإيمان والإحسان، وفيه: قال: فأخبرني عن الساعة، قال: "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل"، قال فأخبرني عن أماراتها، قال: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاه يتطاولون في البيان".
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه (٥٩) كتاب العلم، [٢] باب من سئل علما وهو مشتغل في حديثه فأتم الحديث ثم أجاب السائل، ورفم (٦٤٩٦) كتاب الرقاق، [٣٥] باب رفع الأمانة، والزبيدي في الإتحاف (١/ ٢٨٤، ٣١٩، ٣٣٩)، والسيوطي في الدر المنثور (٦/ ٥٠).
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه (٤٥٥٧) كتاب تفسير القرآن، سورة آل عمران، [٧] باب ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران: ١١٠]. والحاكم في المستدرك (٢/ ٢٩٤).
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه (٣٠١٠) كتاب الجهاد والسير، [١٤٤] باب الأسارى في السلاسل، والزبيدي في الإتحاف (٩/ ٦٢)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (٣٩٦٠)، وفي زاد المسير (١/ ٤٤٠)، وابن كثير في تفسيره (٢/ ٧)، والقرطبي في تفسيره (٥/ ٧١).
(٥) أخرجه مسلم في صحيحه [٢٨٨ - (٦٧١)] كتاب المساجد ومواضع الصلاة، [٥٢] باب فضل الجلوس في مصلاه بعد الصبح، وفضل المساجد، والبيهقي في السنن الكبرى (٣/ ٦٥)، وابن خزيمة في صحيحه (١٢٩٣).
قال النووي: لأن المساجد بيوت الطاعات، وأساسها على التقوى، أما الأسواق فهي محل الغش والخداع والربا والأيمان الكاذبة وإخلاف الوعد، والإعراض عن ذكر اللَّه، وغير ذلك مما في معناه، والحب والبغض من اللَّه تعالى إرادته الخير والشر أو فعله ذلك بمن أسعده أو أشقاه، والمساجد محل نزول الرحمة، والأسواق ضدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>