للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رواه مسلم (١).

الوطيس: التنور، ومعناه اشتدت الحرب. وقوله: حدهم: بالحاء المهملة: أي بأسهم.

وعن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه : "إن اللَّه طَيِّب لا يقبل إلا طيبا (٢) وإن اللَّه أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: ﴿يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (٥١)(٣)، وقال: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾ (٤) ثم ذكر الرجل يطيل السفر (٥) أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذِي بالحرام فأَنَّى يستجاب له" (٦). رواه مسلم.

وعنه قال: قال رسول اللَّه : "ثلاثة لا يكلمهم اللَّه يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر" (٧) رواه مسلم.


(١) أخرجه مسلم في صحيحه [٧٦ - (١٧٧٥)] كتاب الجهاد والسير، [٢٨] باب في غزوة حنين، وأحمد في مسنده (١/ ٢٠٧)، وعبد الرزاق في مصنفه (٩٧٤١)، والسيوطي في الدر المنثور (٣/ ٢٢٥)، والحميدي في مسنده (٤٥٩).
(٢) قال القاضي: الطيب في صفة اللَّه تعالى بمعنى المنزه عن النقائص، وهو بمعنى القدوس، وأصل الطيب الزكاة والطهارة والسلامة من الخبث، وهذا الحديث أحد الأحاديث التي هي قواعد الإسلام ومباني الأحكام.
وقد جمعت منها أربعين حديثا في جزء، وفيه الحث على الإنفاق من الحلال والنهي عن الإنفاق من غيره، وفيه أن المشروب والمأكول والملبوس ونحو ذلك ينبغي أن يكون حلالا خالصا لا شبهة فيه، وأن من أراد الدعاء كان أولى بالاعتناء بذلك من غيره. [النووي في شرح مسلم (٧/ ٨٨) طبعة دار الكتب العلمية].
(٣) سورة المؤمنون (٥١).
(٤) سورة البقرة (١٧٢).
(٥) معناه واللَّه أعلم أنه يطيل السفر في وجوه الطاعات كحج وزيارة مستحبة وصلة رحم وغير ذلك.
(٦) أخرجه مسلم في صحيحه [٦٥ - (١٠١٥)] كتاب الزكاة، [١٩] باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها، وأحمد في مسنده (٢/ ٣٢٨)، وابن الجوزي في زاد المسير (٤٧٧)، وابن كثير في تفسيره (١/ ٢٩٤)، والقرطبي في تفسيره (١٢/ ١٢٧)، وذكره الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (٣/ ١٢٨).
(٧) أخرجه مسلم في صحيحه [١٧٢ - (١٠٧)] كتاب الإيمان، [٤٦] باب بيان غلظ تحريم إسبال الإزار والمن بالعطية وتنفيق السلعة بالحلف وبيان الثلاثة الذين لا يكلمهم اللَّه يوم القيامة ولا =

<<  <  ج: ص:  >  >>