للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن أبي هريرة أن رسول اللَّه قال: قال رجل: لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق، فأصبحوا يتحدثون: تُصُدِّق على سارق، فقال اللهم لك الحمد، لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية، فأصبحوا يتحدثون: تُصُدِّق الليلة على زانية، فقال اللهم لك الحمد، لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد غني، فأصبحوا يتحدثون: تُصُدِّق على غني (١) فقال اللهم لك الحمد، على سارق، وعلى زانية وعلى غني؟! فأُتِي فقيل له: أما صدقتك على سارق فلعله أن يستعف عن سرقته، وأما الزانية فلعلها أن تستعف عن زناها، وأما الغني فلعله يعتبر فينفق مما أعطاه اللَّه" (٢) رواه البخاري بلفظه، ومسلم بمعناه.

وعنه قال (٣): كنا مع رسول اللَّه في دعوة فرفع إليه الذراع، وكانت تعجبه، فنهس منها نهسة فقال: "أنا سيد الناس يوم القيامة، وهل تدرون مما ذلك؟ يجمع الناس، الأولين والآخرين في صعيد واحد يسمعهم الداعي، وينفذهم البصر، وتدنو الشمس، فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون، فيقول الناس: ألا ترون ما قد بلغكم؟ إلا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول بعض الناس لبعض عليكم بآدم، فيأتون آدم فيقولون له: أنت أبو البشر، خلقك اللَّه بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه، ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ فيقول آدم: إن ربي قد فضب اليوم غضبا لم


= ذلك. الثالث أنه يختلف باختلاف قاتلي الوزغ بحسب نياتهم وإخلاصهم، ويقال: أحوالهم ونقصها، فتكون المائة للكامل منهم والسبعين لغيره، واللَّه أعلم. [النووي في شرح مسلم (١٤/ ١٩٨) طبعة دار الكتب العلمية].
(١) حديث المتصدق على سارق وزانية وغني فيه ثبوت الثواب في الصدقة وإن كان الآخذ فاسقا وغنيا، ففي كل كبد حرَّى أجر، وهذا في صدقة التطوع، وأما الزكاة فلا يجزي دفعها إلى غني.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه (١٤٢١) كتاب الزكاة، [١٦] باب إذا تصدق على غني وهو لا يعلم، ومسلم في صحيحه [٧٨ - (١٠٢٢)] كتاب الزكاة، [٢٤] باب ثبوت أجر المتصدق وإن وقعت الصدقة في يد غير أهلها، والنسائي (٥/ ٥٥ - المجتبى)، وأحمد في مسنده (٢/ ٣٢٢)، والبيهقي في السنن الكبرى (٤/ ١٩٢، ٧/ ٣٤)، والمنذري في الترغيب والترهيب (١/ ٦٠)، وابن كثير في تفسيره (١/ ٤٧٩)، والقرطبي في تفسيره (٨/ ١٧٦).
(٣) أخرجه الشيخان البخاري ومسلم، ويأتي آخره، وأيضا أخرجه الترمذي في سننه (٢٤٣٤) كتاب صفة القيامة والرقائق والورع، باب ما جاء في الشفاعة، وأحمد بن حنبل في مسنده (٢/ ٤٣٥، ٤٣٦)، والحاكم في المستدرك (٤/ ٥٧٣، ٦/ ٣٠)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (٥٥٧٥)، وابن كثير في تفسيره (٢/ ٤٣) والهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ٣٧٧)، والزبيدي في الإتحاف (٧/ ٥٧٢، ١٠/ ٤٩١)، وابن أبي شيبة في مصنفه (١١/ ٤٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>