(٢) قوله ﷺ: إنهم يأتون آدم ونوحا وباقي الأنبياء صلوات اللَّه وسلامه عليهم فيطلبون شفاعتهم، فيقولون: لسنا هناكم ويذكرون خطاباهم إلى آخره: اعلم أن العلماء من أهل الفقه والأصول وغيرهم اختلفوا في جواز المعاصي على الأنبياء صلوات اللَّه وسلامه عيهم، فقال القاضي عياض: الكفر عيهم بعد النبوة ليس بجائز، واختلفوا فيه قبل النبوة، والصحيح أنه لا يجوز، وأما المعاصي فلا خلاف أنهم معصومون من كل كبيرة، واختلفوا في وقوع غيرها من الصغائر، فذهب معظم الفقهاء والمحدثين والمتكلمين من السلف والخلف إلى جواز وقوعها منهم، وذهب جماعة من أهل التحقيق والنظر من الفقهاء والمتكلمين من أئمتنا إلى عصمتهم من الصغائر كعصمتهم من الكبائر وأن منصب النبوة يجل عن مواقعتها وعن مخالفة اللَّه تعالى عمدًا. [انظر النووي في شرح مسلم (٣/ ٤٦، ٤٧) طبعة دار الكتب العلمية]. (٣) هذا بإجماع أهل السنة على ظاهره، وأن اللَّه تعالى كلم موسى حقيقة كلاما سمعه بغير واسطة، ولهذا أكد بالمصدر، والكلام صفة ثابتة للَّه تعالى لا يشبه كلام غيره.