للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللَّه توضأت وغسلت لساني إجلالا للَّه أن أذكره.

أثَمَّ إذا فزع القلوب تمايلت … طربا وتمت بالتقى استقرارها

وإذا حدثه عاد بطيب حديثه … طابت وذاقت بالرضا أزهارها

ترتاح إذا ذكر اسمه ويهزها … طربا إذا أجفت بها أذكارها

وإذا ابتدأ ذكره في حضرة … حضر السرور بها وطاب مزارها

وأما الحكايات فكثيرة:

الأولى: عن بعضهم، قال: احتسبت على أهلي خروج الولد، فمضيت إلى أبي الحسن الدينوري بجام أتبرك بخطه فيه، فلما كتب البدء، إذ انفلق الجام، وسقط الشيخ مغشيا عليه. فأتيته بآخر، فكان كالأول، ثم جئته بثالث ورابع وخامس.

فقال: يا هذا اذهب إلى غيري، فلو جئتني بما يمكن أن يُجَاء به لم يكن إلا ما رأيت، فإني عبد إذا ذكرت اللَّه مولاي ذكرته بخيبة وقنوت.

الثانية: عن بعضهم قال: لقيت علة شديدة أتت من نفسي وآيس مني من رآني، فبيما أنا في أشد ما كنت رأيت في المنام ليلة جمعة أن رجلا دخل عليَّ فجلس عند رأسي، ودخل بعده خلق كثير، كأنما في وقت الدخول يشبهون الطيور. فلما جلسوا صاروا في سورة الآدميين، فلم يزالوا يدخلون، وعيني إلى الباب.

فلما انقطع دخولهم رفع ذلك الرجل رأسه وقال قصدي هذا البلد ثلاثة، هذا أحدهم وصالح الخلقاني وامرأة. ثم وضعيده على جبيني (١) وقال: "بسم اللَّه ربي، حسبي اللَّه توكلت على اللَّه، اعتصمت باللَّه، فوضت أمري إلى اللَّه، ما شاء اللَّه، لا قوة إلا باللَّه".

ثم قال: استكثر من هذه الكلمات، فإن فيها شفاء من كل سقم، وفرجا من كُرْبة، ونصرا على كل عدو. وأول من تكلم بهذا حملة العرش حين أُمِروا بحمله، ولا يزالون يقولون ذلك إلى يوم القيامة (٢) فقال رجل كان جالسا عن


= العلماء لعت حائرا، وعنه قال: ليس العجب من حبي لك وانا عبد فقير، وإنما العجب من حبك لي وأنت ملك قدير، وعنه قال: ما دام العبد يظن أن في الخلق من هو شر منه فهو متكبر. توفي سنة (٢٦١). [تاريخ الإسلام، وفيات (٢٦١، ٢٧٠)].
(١) روى البخاري في صحيحه (٥٧٤٣) عن عائشة: أن النبي كان يعود بعض أهله، يمسح بيده اليمنى ويقول: "اللهم رب الناس أذهب الباس، اشفه وأنت الشافي لا شفاه إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما".
(٢) قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ﴾ [غافر: ٧] الآية. يخبر تعالى عن الملائكة المقربين من حملة العرش الأربعة ومن حوله من الملائكة الكروبيين =

<<  <  ج: ص:  >  >>