للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو موثوق بالحديد، وما بمكة من ثمرة. أخرجه البخاري (١) بطوله.

السابع: حديثه أيضا مرفوعا: "إنه كان فيمن كان قبلكم ناس محدثون، فإن يكن في أمتي أحد فإنه عمر" رواه البخاري (٢).

وأخرجه مسلم من حديث عائشة.

وفيه قال ابن وهب: مُحَدَّثُون: مُلْهَمُون (٣).

وفي البخاري من حديث ابن عمر: ما سمعت عمر يقول لشيء قط إني لأظنه كذا إلا كان كما يظن.

وصح عنه أنه قال: يا سارية الجبل في حال خطبته يوم الجمعة، فبلغه صوته إليه، وكان بنهاوند (٤) وفيه كرامتان له، بلوغ صوته، وكشفه له عنه.

الثامن: حديث جابر بن سمرة: لما شكى أهل الكوفة سعد بن أبي وقاص إلى عمر. . . الحديث، وفيه: فقام رجل يقال له: أسامة بن قتادة، فقال: إن كنت ما علمتك


= الموسى، فقال: أتخشين أن أقتله؟ ما كنت لأفعل ذلك إن شاء اللَّه تعالى، وكانت تقول: ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب؛ لقد رأيته يأكل من قطف عنب، وما بمكة يومئذ ثمرة، وإنه لموثق في الحديد، وما كان إلا رزقًا رزقه اللَّه. . . . الحديث بطوله في الصحيح.
(١) أخرجه البخاري في صحيحه (٤٠٨٦) كتاب المغازي، [٣٠] باب غزوة الرجيع، ورعل وذكوان وبئر معونة، وحديث عضل والقارة وعاصم بن ثابت وخبيب وأصحابه.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه (٣٦٨٩) كتاب فضائل أصحاب النبي [٦] باب مناقب عمر بن الخطاب أبي حفص القرشي العدوي .
ومسلم في صحيحه [٢٣ - (٢٣٩٨)] كتاب فضائل الصحابة، [٢] باب من فضائل عمر عن عائشة.
(٣) قال النووي: اختلف تفسير العلماء للمراد بـ "محدثون"؛ فقال ابن وهب: ملهمون، وقيل مصيبون، وإذا ظنوا فكأنهم حدثوا بشيء فظنوا، وقيل تكلمهم الملائكة، وجاء في رواية متكلمون؛ قال البخاري: يجري الصواب على ألسنتهم، وفيه إثبات كرامات الأولياء. [النووي في شرح مسلم (١٥/ ١٣٥) طبعة دار الكتب العلمية].
(٤) قال الذهبي في تاريخ الإسلام: بينما عمر يخطب إذ قال: "يا سارية الجبل" وكان عمر قد بعث سارية بن زنيم الدئلي على فسا وداربجرد فحاصرهم، ثم إنهم تداعوا وجاءوه من كل ناحية والتقوا بمكان، وكان إلى جهة المسلمين جبل لو استندوا إليه لم يؤتوا إلا من وجه واحد، فلجئوا إلى الجبل، ثم قاتلوهم فهزموهم، وأصاب سارية الغنائم، فكان منها سفط جوهر، فبعث به إلى عمر، فرده وأمره أن يقسمه بين المسلمين، وسأل النجاب أهل المدينة عن الفتح، وهل سمعوا شيئا، فقال: نعم، يا سارية الجبل الجبل، وقد كدنا نهلك، فلجأنا إلى الجبل فكان النصر، ويروى أن عمر سئل فيما بعد عن كلامه: يا سارية الجبل فلم يذكره. [تاريخ الإسلام، وفيات سنة (٢٣)].

<<  <  ج: ص:  >  >>