(١) سورة الجاثية [٢١]. يقول تعالى: لا يستوي المؤمنون والكافرون كما قال ﷿: ﴿لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ (٢٠)﴾ الحشر: ٢٠]، وقال ﵎ ههنا: ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ﴾ [الجاثية: ٢١] أي عملوها وكسبوها ﴿أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ﴾ [الجاثية: ٢١] أي نساويهم بها في الدنيا والآخرة ﴿سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾ [الأنعام: ١٣٦] أي ساء ما ظنوا با وبعد لنا أن نساوي بين الأبرار والفجار في الدار الآخرة وفي هذه الدار. "تفسير ابن كثير [٤/ ١٥٠] ". (٢) سورة القيامة [٢٢ - ٢٣]. وقال النووي: اعلم أن مذهب أهل السنة بأجمعهم أن رؤية اللَّه -تعالى- ممكنة غير مستحيلة عقلًا، وأجمعوا أيضًا على أن وقوعها في الآخرة، وأن المؤمنين يرون اللَّه -تعالى- دون الكافرين، وزعمت طائفة من أهل البدع: المعتزلة والخوارج وبعض المرجئة أن اللَّه -تعالى- لا يراه أحد من خلقه، وأن رؤيته مستحيلة عقلًا، وهذا الذي قالوه خطأ صريح وجهل قبيح، وقد تظاهرت أدلة الكتاب واجماع الصحابة فمن بعدهم من سلف الأمة على إثبات رؤية اللَّه -تعالى- في الآخرة للمؤمنين. "النووي في شرح مسلم [٣/ ١٥] طبعة دار الكتب العلمية".