للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسلم" (١).

ولا تحذير أبلغ من ذلك، فمن يختار أن يكون في رتبة المنافقين التي هي أسفل الدرجات.

ثانيها: حديث عبد اللَّه بن عمر مرفوعًا: "أربع من كُنَّ فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا ائتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر" (٢) متفق عليه أيضًا.

ثالثها: حديث جابر قال: قال رسول اللَّه : "لو قد جاء مال البحرين لأعطينَّك هكذا وهكذا".

فلم يجئ حتى قُبض رسول اللَّه فلما جاء، أمر الصديق من كان له عند رسول اللَّه عِدَةٌ أو دين فليأتينا، فأتيته وقلت: إن رسول اللَّه قال لي كذا وكذا، فحثى لي حثية فعددتها، فإذا هي خمسمائة، فقال: خذ مثلها (٣) متفق عليه أيضًا.


= ٣٥٧]، والبيهقي في السنن الكبرى [٦/ ٨٥، ٢٨٨]، والخطيب في تاريخ بغداد [١٤/ ٧٠].
(١) سورة أخرجه مسلم في صحيحه [١٠٩ - (٥٩)] كتاب الإيمان، [٢٥] باب بيان خصال المنافق.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه [٣٤] كتاب الإيمان، [٢٥] باب علامة المنافق، ورقم [٢٤٥٩] كتاب المظالم، [١٧] باب إذا خاصم فجر، ورقم [٣١٧٨] كتاب الجزية والموادعة، [١٧] باب إثم من عاهد ثم غدر، ومسلم في صحيحه [١٠٦ - ٥٨] كتاب الإيمان، [٢٥] باب بيان خصال المنافق، والترمذي في سننه [٢٦٣٢]، وأحمد في مسنده [٢/ ١٨٩]، والبيهقي في السنن الكبرى [٩/ ٢٣٠، ١٠/ ٧٤]، وأبو نعيم في حلية الأولياء [٧/ ٢٤]، والمنذري في الترغيب والترهيب [٣/ ٥٩٣]، والسيوطي في الدر المنثور [١/ ٢٣٩]، وقال النووي: وقد أجمع العلماء على أن من كان مصدقًا بقلبه ولسانه، وفعل هذه الخصال لا يحكم عليه بكفر ولا هو منافق يخلد في النار، فإن إخوة يوسف جمعوا هذه الخصال، وكذا وجد لبعض السلف والعلماء بعض هذا أو كله، وهذا الحديث ليس فيه -بحمد اللَّه- إشكال، ولكن اختلف العلماء في معناه، والذي قاله المحققون والأكثرون، وهو الصحيح المختار: أن معناه أن هذه الخصال خصال نفاق، وصاحبها شبيه بالمنافق في هذه الخصال، ومتخلق بأخلاقهم. "النووي في شرح مسلم [٢/ ٤٠] طبعة دار الكتب العلمية".
(٣) أخرجه البخاري [٣/ ١٢٦، ٤/ ١١٠، ١١٩]، ومسلم [٦٠ - (٢٣١٤)] كتاب الفضائل، [١٤] باب ما سئل رسول اللَّه شيئًا قط فقال: لا، وكثرة عطائه، وأحمد في مسنده [٣/ ٣٠٧]، والهيثمي في مجمع الزوائد [٩/ ١٤]، والحميدي في مسنده [١٢٣٣]، وقال النووي: قوله: "فقال: خذ مثليها" يعني خذ معها مثليها فيكون الجميع ألفًا وخمسمائة لأن له ثلاث حثيات، وإنما حتى له أبو بكر بيده لأنه خليفة رسول اللَّه فيده قائمة مقام يده، وكان له ثلاث حثيات بيد رسول اللَّه ، وفيه إنجاز العِدَةِ، قال الشافعي والجمهور: إنجازها والوفاء بها =

<<  <  ج: ص:  >  >>