للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خامسها: حديث حذيفة أيضًا وأبي هريرة "في إتيان الناس يوم القيامة إلى آدم وغيره، إلى أن يأتوا إلى نبينا -صلوات اللَّه وسلامه عليه- فيُؤذن له، وترسل الأمانة والرحم فيقومان جنبتي الصراط يمينًا وشمالًا، فيمر أولكم كالبرق" الحديث (١) رواه مسلم.

سادسها: حديث عبد اللَّه بن الزيير الطويل في صحيح البخاري، وأن والده كان يستودع المال فيقول: لا ولكن هو سلف فإني أخشى عليه الضيعة، فمات وعليه من الدين ألفا ألف، فوافى وقسم الباقي، ورفع الثلث، وكان للزبير أربع نسوة، فأصاب كل امرأة ألف ألف ومائتا ألف، فجميع ماله خمسون ألف ألف ومائتا ألف (٢).

ونذكر من الحكايات أيضًا ستة:

الأولى: قال بعضهم: كنت بمكة فجاءني رجل من أهل اليمن فقال: جئتك بهدية، ثم قال لرجل كان معه: حدِّث ما كان منك، قال: خرجت من صنعاء حاجًا فشيعني جماعة وقال لي رجل منهم: إذا زرت رسول اللَّه فأقرئه مني السلام وعلى سائر الصحابة، قال: فدخلت المدينة ونسيت ذلك، فخرجنا إلى ذي الحليفة لنُحرم، فتذكرت الأمانة، فرجعت إلى المدينة وفعلت ما استودعني، فأدركني الليل ورحلت القافلة فنمت في المسجد، فرأيت رسول اللَّه فقال: هذا أبو الوفا وأخذ بيدي فوُضعت بمكة، فأقمت زمانًا حتى وردت رفقتي.

الثانية: عن إبراهيم بن أدهم أنه حج، فبينما هو في الطواف، وإذا بشاب حسن قد أعجب الناس حسنه وجماله، فجعل إبراهيم ينظر إليه ويبكي، فقال بعض


= [٢٣٠ - (١٤٣)] كتاب الإيمان، [٦٤] باب رفع الأمانة والإيمان من يحض القلوب، وعرض الفتن على القلوب، والترمذي [٢١٧٩] كتاب الفتن، باب ما جاء في رفع الأمانة، وأحمد في مسنده [٥/ ٣٨٣]، والبيهقي في السنن الكبرى [١٠/ ١٢٢]، وأبو نعيم في حلية الأولياء [١/ ٢٧١، ٨/ ٢٥٨]، والمنذري في الترغيب والترهيب [٤/ ٤]، والتبريزي في مشكاة المصابيح [٥٣٨١]، وأبو عوانة في مسنده [١/ ٥٢]، والحميدي في مسنده [٤٤٦].
(١) أخرجه مسلم في صحيحه [٣٢٩ - ١٩٥] كتاب الإيمان، [٨٤] باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها، قوله : "وترسل الأمانة والرحم فتقومان جنبتي الصراط قال النووي: وأما إرسال الأمانة والرحم فهو لِعِظَمِ أمرهما وكبير موقعهما، فتصوران مشخصتين على الصفة التي يريدها اللَّه -تعالى-، وقال صاحب التحرير: في الكلام اختصار والسامع فهم أنهما تقومان لتطالبا كل من يريد الجواز بحقهما. "النووي في شرح مسلم [٣/ ٦٠] طبعة دار الكتب العلمية".
(٢) انظر الحديث بطوله في صحيح البخاري [٣١٢٩] كتاب فرض الخمس، [١٣] باب بركة الغازي في ماله حيًّا وميتًا مع النبي وولاة الأمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>