للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى ابن عساكر، عن جعفر بن عبد اللَّه قال: "رأيت أبا زرعة في المنام وهو في السماء يصلي بالملائكة، فقلت له: بما نلت هذا؟ فقال: كتبت بيدي ألف ألف حديث، وإذا ذكرت النبي أصلي عليه، وقد قال: "من صلى عليَّ مرة صلى اللَّه بها عليه عشرًا". (١)

وروى ابن بشكوال: "أن أبا بكر بن مجاهد قام يومًا للشبلي فقال له أصحابه: أنت لا تقوم لعلي بن عيسى الوزير، وتقوم لهذا؟ فقال: ألا أقوم لمن يعظمه رسول اللَّه رأيت رسول اللَّه في المنام فقال: يا أبا بكر إذا كان في غد فسيدخل عليك رجل من أهل الجنة، فإذا دخل عليك فأكرمه، فلما كان بعد ليلتين جاء رسول اللَّه فقال: يا أبا بكر أكرمك اللَّه كما أكرمت رجلًا من أهل الجنة، فقلت: يا رسول اللَّه بم استحق الشبلي هذا منك؟ قال: هذا رجل يصلي خمس صلوات يذكرني في كل صلاة، ويقرأ: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ﴾ (٢) ذلك منذ ثلاثين سنة، ألا أكرم من يفعل هذا؟ " وفي رواية الحافظ عبد الغني هذا يقرأ بعد صلاته ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ﴾ [التوبة: ١٢٨] الآية، ويتبعها بالصلاة عليَّ.

شعر:

هنيئا لعين قد رأت وجه أحمد … وفازت جهارًا منه بالحسن والرؤيا

وقد أسعد الرحمن عبدًا دعا له … فأضحى سعيدًا في الممات والمحيا

وبدَّل بعد الشرك بالنور والهدى … وبلغ ما يهوى من الدين والدنيا

وفاز برؤيا المصطفى سيد الورى … نبي حباه اللَّه بالرتبة العليا

عليه صلاة اللَّه ما طاف طائف … بمكة بيت اللَّه قصدًا أتى سعيا


(١) أخرجه مسلم في صحيحه [٧٠ - (٤٠٨)] كتاب الصلاة [١٧] باب الصلاة على النبي بعد التشهد، والترمذي [٤٨٤، ٤٨٥]، وأبو داود [١٥٣٠]، وأحمد في مسنده [٣/ ١٠٢، ٢٦١]، والنسائي [٣/ ٥٠] المجتبى.
(٢) سورة التوبة [١٢٨].
يقول تعالى ممتنًا على المؤمنين بما أرسل إليهم رسولا من أنفسهم أي من جنسهم، وعلى لغتهم، كما قال إبراهيم : ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ﴾ [البقرة: ١٢٩] أي منكم بلغتكم، كما قال معمر بن أبي طالب للنجاشي، والمغيرة بن شعبة لرسول كسرى: إن اللَّه بعث فينا رسولا منا نعرف نسبه وصفته ومدخله ومخرجه وصدقه وأمانته، وذكر الحديث. وقوله: ﴿عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ﴾ [التوبة: ١٢٨] أي يعز عليه الشيء الذي يعنت أمته ويشق عليها. تفسير ابن كثير [٢/ ٤١٢].

<<  <  ج: ص:  >  >>