للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منها القلوب وذرفت منها العيون (١)، فقلنا: يا رسول اللَّه كأنها موعظة مودع فأوصنا، قال: "أوصيكم بتقوى اللَّه والسمع والطاعة وإن تأمَّر عليكم عبد حبشي، وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلافاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة" (٢) رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.

النواجذ: بالذال المعجمة الأنياب، وقيل: الأضراس، فلزوم السُّنَّة والعض عليها بالنواجذ مُخرِج من الفتنة والظلمة والضلالة، وغيرها من المحدثات والبدع تدخل في الظلمة والجهالة.

ثالثها: حديث أبي هريرة مرفوعًا: "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى" قيل: ومن يأبى؟ قال: "من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى" (٣) أخرجه البخاري.

فعاقبة المحافظة على طاعة الرسول يورث الجنة، وعاقبة غيره حرمانها، نعوذ باللَّه من المحنة.

رابعها: حديث سلمة بن الأكوع: "أن رجلًا أكل عند رسول اللَّه بشماله، فقال: "كل بيمينك" قال: لا أستطيع، قال: "لا استطعت" ما منعه إلا الكبر، فما رفعها إلى فيه" (٤) أخرجه مسلم.

فعاقبة الممتنع منها كبرًا ﴿وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (١٥)(٥) ذوق وبال أمره، وكان


(١) ذرفت منها العيون: سألت الدموع. ووجلت منها القلوب: أي خافت.
(٢) أخرجه أبو داود [٤٦٠٧] كتاب السنة، باب في لزوم السنة، والترمذي [٢٦٧٦] كتاب العلم، باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع، وابن ماجه في المقدمة، باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين، وأحمد في مسنده [٤/ ١٢٦، ١٢٧]، والبيهقي في السنن الكبرى [١٠/ ١١٤]، والحاكم في المستدرك [١/ ٩٦، ٩٧]، وابن حبان في صحيحه [١٠٢]، والمنذري في الترغيب والترهيب [٧٨/ ١]، وأبو نعيم في حلية الأولياء [٥/ ٢٢٠].
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه [٧٢٨٠] كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، [٢] باب الاقتداء بسنن رسرل اللَّه ، وأحمد في مسنده [٢/ ٣٦١]، والحاكم في المستدرك [١/ ٥٥، ٤/ ٢٤٧]، والزبيدي في الإتحاف [٥/ ١١]، والتبريزي في مشكاة المصابيح [١٤٣]، والعراقي في المغني عن حمل الأسفار [١/ ٢٩٩].
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه [١٠٧ - (٢٠٢١)] كتاب الأشربة، [١٣] باب آداب الطعام والشراب وأحكامهما، وأحمد في مسنده [٤/ ٤٦]، والبيهقي في السنن الكبرى [٧/ ٢٧٧]، وابن أبي شيبة في مصنفه [٨/ ١٠٥]، والدارمي في سننه [٢/ ٩٧]، والطبراني في المعجم الكبير [٧/ ١٥].
(٥) سورة القيامة [١٥].

<<  <  ج: ص:  >  >>