للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عاقبة أمره خسرا.

خامسها: حديث النعمان بن بشير مرفوعًا: "لتُسوُّنَّ صفوفكم أو ليخالفنَّ اللَّه بين وجوهكم" (١) أخرجاه.

وفيه عاقبة المتهاون بالسنَّة سوء ذات البين والمخالفة بين الوجوه، ففيه والحديثين قبله بيان العاقبة دنيا وأخرى.

سادسها: حديث أبي موسى قال: "احترق بيت على أهله من الليل، فلما حُدِّث رسول اللَّه بشأنهم قال: "إن هذه النار عدوكم، فإذا نمتم فأطفئوها عنكم" (٢) أخرجاه.

فأساس السنة وأصلها أعظم نصيحة وأشد رحمة، وأبلغ بيان لكل عدو مؤذ من نار الدنيا (٣) والأخرى فأنى يصرف عنها اللبيب.

سابعها: عنه مرفوعًا: "إن مثل ما بعثني اللَّه من الهدى كمثل غيث أصاب أرضًا، فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع اللَّه بها الناس، فشربوا منها وسقوا وزرعوا، وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فَقُه في دين اللَّه -تعالى- ونفعه ما بعثني اللَّه به فعلم وعلَّم، ومثل من لم يدفه بذلك رأسًا ولم يقبل هُدَى اللَّه الذي أُرسلت به" (٤) أخرجاه.


(١) أخرجه البخاري في صحيحه [٧١٧] كتاب الأذان، [٧١] باب تسوية الصفوف عند الإقامة وبعدها، ومسلم في صحيحه [١٢٧ - (٤٣٦)]، [١٢٨] كتاب الصلاة، [٢٨] باب تسوية الصفوف وإقامتها وفضل الأول فالأول منها والازدحام على الصف الأول والمسابقة إليها، وتقديم أولي الفضل وتقريبهم من الإمام، وأبو داود في سننه [٦٦٣]، والترمذي [٢٢٧] وأحمد في مسنده [٤/ ٢٧١، ٢٧٢]، والبيهقي في السنن الكبرى [٢/ ٢١، ٣/ ١٠٠].
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه [٦٢٩٤] كتاب الاستئذان، [٤٩] باب لا تترك النار في البيت عند النوم، ومسلم في صحيحه [١٠١ - (٢٠١٦)] كتاب الأشربة، [١٢] باب الأمر بتغطية الإناء وإيكاء السقاء وإغلاق الأبواب وذكر اسم اللَّه عليها وإطفاء السراج والنار عند النوم، وكف الصبيان والمواشي بعد المغرب.
(٣) قال النووي في أمره في إطفاء النار حين النوم: هذا عام تدخل فيه نار السراج وغيرها، وأما القناديل المعلقة في المساجد وغيرها فإن خيف حريق بسببها دخلت في الأمر بالإطفاء، وإن أمن ذلك كما هو الغالب فالظاهر أنه لا بأس بها لانتفاء العلة؛ لأن النبي علل الأمر بالإطفاء في الحديث السابق بأن الفويسقة تضرم على أهل البيت بيتهم، فإذا انتفت العلة زال المنع. "النووي في شرح مسلم [١٣/ ١٥٨] طبعة دار الكتب العلمية".
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه [٧٩] كتاب العلم، [٢١] باب فضل من علم وعلَّم، ومسلم في =

<<  <  ج: ص:  >  >>