للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي يجعل فيَّ قوة من غير أكل وشرب، وفيه إخراج من التزم ما يشق عليه التزامه كالوصال ونحوه.

وروينا في صحيح البخاري من حديث أبي قتادة قال: قال رسول اللَّه : "إني لأقوم في الصلاة وأريد أن أُطول فيها، فأسمع بكاء الصبي أتجوِّزُ في صلاتي كراهية أن أشق على أمه" (١).

وفيه رعاية القلوب، وإن أدى إلى ترك مصالح جليلة، فَيُجَوِّز مريد التطويل كما ذكر.

وروينا في صحيح مسلم (٢) من حديث جندب بن عبد اللَّه مرفوعًا: "من صلَّى صلاة الصبح فهو في ذمة اللَّه، فلا يطلبنكم اللَّه من ذمته بشيء فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه، ثم يَكُبُّه على وجهه في نار جهنم".

وفيه التهديد الأبلغ والتحذير الأشد من الإقدام على ترك الذمة والجوار والإقدام على الجراءة على إخفار ذمة الجليل مالك الملك خطير لا يرجى معه حلم.

وروينا في الصحيحين (٣) من حديث ابن عمرو مرفوعًا: "المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يُسْلِمه، من كان في حاجة أخيه كان اللَّه في حاجته، ومن فَرَّج عن


= أحاديث الوصال؛ فقيل النهي عنه رحمة وتخفيف، فمن قدر فلا حرج، وقال الخطابي وغيره من أصحابنا: الوصال من الخصائص التي أبيحت لرسول اللَّه وحرمت على الأمة. "النووي في شرح مسلم [٧/ ١٨٤] طبعة دار الكتب العلمية".
(١) أخرجه البخاري في صحيحه [٧٠٧] كتاب الأذان، [٦٥] باب من أخف الصلاة عند بكاء الصبي، والبخاري أيضًا رقم [٨٦٨] كتاب الأذان، [١٦٣] باب انتظار الناس قيام الإمام العالم، وأبو داود في سننه [٧٨٩] كتاب الصلاة، باب تخفيف الصلاة للأمر يحدث، والنسائي [٢/ ٥٩]، وأحمد في مسنده [٥/ ٣٠٥].
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه [٢٦٢ - (٦٥٧)] كتاب المساجد ومواضع الصلاة، [٤٦] باب فضل صلاة العشاء والصبح في جماعة، وأحمد في مسنده [٤/ ٣١٣]، والطبراني في المعجم الكبير [٢/ ١٧٩]، والتبريزي في مشكاة المصابيح [٦٢٧]، والخطيب في تاريخ بغداد [١١/ ٣٠٤]، وأبو نعيم في حلية الأولياء [٥/ ٢٥٠]، قال النووي: قوله : "من صلى الصبح فهو في ذمة اللَّه" قيل: الذمة هي الضمان، وقيل: الأمان.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه [٢٤٤٢] كتاب المظالم، [٣] باب لا يظلم المسلم المسلم ولا يسلمه، ورقم [٦٩٥١] كتاب الإكراه، [٧] باب يمين الرجل لصاحبه أنه أخوه إذا خاف عليه القتل أو نحوه، ومسلم في صحيحه [٥٨ - (٢٥٨٠)] كتاب البر والصلة والآداب، [١٥] باب تحريم الظلم، وأبو داود في سننه [٤٨٩٣]، والترمذي في سننه [١٤٢٦]، وابن ماجه [٢١١٩، ٢٢٤٦]، وأحمد في مسنده [٢/ ٢٧٧، ٣١١]، والبيهقي في السنن الكبرى [٥/ ٣٢٠، ٦/ ٩٢، ٩٤].

<<  <  ج: ص:  >  >>