للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيوضع في حجرك" فولدت فاطمة الحسن فوضع في حجرها. (١)

السابعة عشر: روي أن فتى من الأنصار دخل على رسول اللَّه وأبو بكر جالس إلى جانبه، فأجلسه النبي بينه وبين أبي بكر الصديق ثم أقبل بوجهه عليه إلى أن انصرف، ثم أقبل على الصديق، وقال: "يا أبا بكر لعلك عزَّ عليك" قال أبو بكر : إنه شق عليَّ أن يكون بيني وبينك أحد، فقال النبي : "إن هذا يصلي عليَّ صلاة لا يصليها أحد من أمتي" قال الصديق: كيف يقول يا رسول اللَّه؟ قال: "يقول اللهم صل على محمد عدد من يصلي عليه، وصل على محمد عدد من لم يصل عليه، وصل على محمد كما تحب الصلاة عليه، اللهم صل على محمد الذي من نوره الأنوار، وأشرق بشعاع وجهه الأقطار، وصل على محمد المختار، وصل على أهل بيته الأبرار".

الثامنة عشر: روي أن رجلًا أتى إلى النبي وادعى أن رجلا سرق (٢) بعيرًا له وأحضر شاهدان، وشهدا عليه، فهم النبي بقطع يده، فقال المدعى عليه: يا رسول اللَّه تأمر بإحضار البعير تسأله عن من سرقه، فإني أرجو من اللَّه -تعالى- أن ينطق ببراءتي يا رسول اللَّه، فأحضره النبي وقال: "يا بعير من أنا؟ " فقال البعير بلسان فصيح: أنت رسول اللَّه حقًا حقًا، لا تقطع يده فإن مدعيه منافق والشاهدان منافقان، توافقا على قطع يده عنادًا وعداوة لك يا رسول اللَّه، فقال رسول اللَّه : "بأي شيء أجارك اللَّه من قطع يدك؟ " فقال: يا رسول اللَّه مالي من كثير عمل غير أني لا أقوم ولا أقعد إلا أُصلي عليك، فقال : "سر على ذلك، فإن اللَّه -تعالى- يبرئك من نار جهنم كما برأك من قطع يدك في الدنيا".

التاسعة عشر: روي عن عبد اللَّه بن سلام (٣) قال: أتيت أخي عثمان لأسلم


(١) أخرجه ابن ماجه في سننه [٣٩٢٣] كتاب: تعبير الرؤيا، [١٠] باب: تعبير الرؤيا، وأحمد في مسنده [٦/ ٣٣٩]، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق [٤/ ٣١٦].
(٢) قال القاضي عياض: صان اللَّه -تعالى- الأموال بإيجاب القطع على السارق، ولم يجعل ذلك في غير السرقة كالاختلاس والانتهاب والغصب، لأن ذلك قيل بالنسبة إلى السرقة، ولأنه لا يمكن استرجاع هذا النوع بالاستدعاء إلى ولاة الأمور، وتسهيل إقامة البينة عليه، بخلاف السرقة فإنه تندر إقامة البينة عليها، فعظم أمرها، واشتدت عقوبتها ليكون أبلغ في الزجر عنها، وقد أجمع المسلمون على قطع السارق في الجملة وإن اختلفوا في فروع منه. النووي في شرح مسلم [١١/ ١٥١] طبعة دار الكتب العلمية.
(٣) عبد اللَّه بن سلام بن الحارث أبو يوسف الإسرائيلي النسب، حليف الأنصار، أسلم عند قدوم رسول اللَّه المدينة، وكان اسمه الحصين فسماه عبد اللَّه، وشهد له بالجنة، توفي سنة (٤٣)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>