للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به بطنه" (١) أخرجه مسلم.

والدقل بفتح الدال والقاف رديء التمر.

وفيه بيان أهله وحالهم، وأن من الزهاد سيد البرية، بل هو أجَلَّهم، وأنه وصل من زهده إلى هذه الحالة لاسيما في أرض التمر الكثير، فطوبى لمن به تأسى واقتدى واتبع واهتدى.

الثامن عشر: حديث عائشة قالت: "توفي رسول اللَّه وما في بيتي شيء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير في رف لي، فأكلت منه حتى طال عليَّ، فكلته ففني" (٢) أخرجاه.

وشطر الشعير أي شيء منه، كذا فسره الترمذي.

وهذا دال على استمرار هذه ودوامه حتى الممات بعد أن فتحت البلاد، ودانت العباد.

التاسع عشر: حديث عمرو بن الحارث أخي جويرية بنت الحارث أم المؤمنين قال: "ما ترك رسول اللَّه عند موته درهما ولا دينارًا ولا عبدًا ولا أمة، إلا بغلته البيضاء التي كان يركبها وسلاحه، وأرضًا جعلها لابن السبيل صدقة" (٣) أخرجه البخاري.

وهو وما قبله دالان على أن اقتناء ما لا بد منه ونحو الأقوات والربط والزواج ونحوه لا ينافي الزهد.

العشرون: حديث خباب بن الأرت قال: "هاجرنا مع رسول اللَّه نبتغي وجه


(١) أخرجه مسلم في صحيحه [٣٦ - (٢٩٧٨)] كتاب الزهد والرقائق، في مقدمته. والدقل: هو بفتح الدال والقاف، وهو تمر رديء، "كذا قاله النووي في شرح مسلم [١٨/ ٨٥] طبعة دار الكتب العلمية".
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه [٦٤٥١] كتاب الرقائق، [١٦] باب فضل الفقر، ومسلم في صحيحه [٢٧ - (٢٩٧٣)] كتاب الزهد والرقائق، في مقدمته. قوله: "شطر شعير في رف" الرف بفتح الراء معروف، والشطر هنا معناه شيء من شعير، كذا فسره الترمذي، وقال القاضي: قال ابن أبي حازم: معناه نصف وسق، قال القاضي: وفي رواية هذا الحديث أن البرك أكثر ما تكون في المجهولات والمبهمات، وأما الحديث الآخر "كيلوا طعامكم يبارك لكم فيه" فقالوا: المراد أن يكيله منه لأجل إخراج النفقة منه بشرط أن يبقى الباقي مجهولا، ويكيل ما يخرجه لئلا يخرج أكثر من الحاجة أو أقل. "شرح مسلم للنووي [١٨/ ٨٤] طبعة دار الكتب العلمية".
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه [٤٤٦١] كتاب المغازي، [٨٥] باب مرض النبي ووفاته، وأبو داود في سننه [٢٨٦٣]، وابن ماجه في سننه [٢٦٩٥]، وابن أبي شيبة في مصنفه [١١/ ٢٠٧]، وابن عبد البر في التمهيد [٥/ ٢١]، والدارقطني في سننه [٤/ ١٨٥].

<<  <  ج: ص:  >  >>