للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لابن آدم حق فى سوى هذه الخصال: بيت يسكنه، وثوب يواري عورته، وجلف الخبز والماء" (١) رواه الترمذي وصححه.

الجلف: الخبز ليس معه إدام. قاله النضر. أو غليظ الخبز، أو وعاء الجوالق. والخارج عنه (٢) أقوال، فهذا هو الكافي وما سواه فضول لا ضرورة إليه.

السابع بعد العشرين: حديث عبد اللَّه بن الشخير قال: أتيت رسول اللَّه وهو يقرأ ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (١)[التكاثر: ١] (٣) قال: يقول ابن آدم مالي مالي، وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت" (٤) أخرجه مسلم.

فالتكاثر المذموم ليس إلا لملك موهوم، موضحه قولهم: مال الفضول لحادث أو فارث.

والحديث السالف: "أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟. . . الحديث" (٥) وحديث: "وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت" (٦) الحديث. وهذا القدر لا يلهي، ولا تكاثر فيه.

الثامن بعد العشرين: حديث عبد اللَّه بن المغفل، قال: جاء رجل لرسول اللَّه


(١) أخرجه الترمذي في سننه (٢٣٤١) كتاب الزهد، باب منه. ما جاء في الزهادة في الدنيا، والحاكم في المستدرك (٤/ ٣١٢)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (٥١٨٦)، والمنذري في الترغيب والترهيب (٤/ ١٦٤)، والزبيدي في الإتحاف (٩/ ٣٠١)، والقرطبي في تفسيره (٤/ ٢٦، ٧/ ٢٤٠، ١٤/ ٣٠٨).
(٢) غير موجودة بالأصل، ووضعناها ليستقيم الكلام.
(٣) يقول تعالى: أشغلكم حب الديا ونعيمها وزهرتها عن طلب الآخرة وابتغائها؟ وتمادى بكم ذلك حتى جاءكم الموت، وزرتم المقابر وصرتم من أهلها؟ وقال الحسن البصري: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (١)﴾ [التكاثر: ١] في الأموال والأولاد. [تفسير ابن كثير (٤/ ٥٤٤)].
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه [٣ - (٢٩٥٨)] كتاب الزهد والرقائق، في مقدمته، والترمذي في سننه (٢٣٤٢) كتاب الزهد، باب منه. ما جاء في الزهادة في الدنيا، والنسائي في الوصايا، باب الكراهية في تأخير الوصية، والبيهقي في السنن الكبرى (٤/ ٦١)، وأحمد في مسنده (٤/ ٢٤، ٣٦)، والحاكم في المستدرك (٢/ ٥٣٤، ٤/ ٣٢٢)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (٢/ ٢١١، ٦/ ٢٨)، والمنذري في الترغيب والترهيب (٤/ ١٧٢).
(٥) هذا الحديث أخرجه البخاري في صحيحه (٦٤٤٢) كتاب الرقاق، [١٢] باب ما قدم من ماله فهو له، وأحمد في مسنده (١/ ٣٨٢)، وهو في البخاري بتكملة: "قالوا يا رسول اللَّه ما منا إلا ماله أحب إليه، قال: "فإن ماله ما قدم، ومال وارثه ما أخر".
(٦) انظر ما تقدم قبل هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>