للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأغنياء بخمسمائة عام" (١) أخرجه الترمذي وقال: حسن صحيح.

وفيه من فوائد الزهد، وأثره الذي هو الفقر، ودخولهم الجنة قبلهم بذلك المقدار، وكفى بذلك.

الثاني بعد الثلاثين: حديث ابن عباس، وعمران بن حصين مرفوعًا: "أطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء" (٢) أخرجاه من حديث ابن عباس، وللبخاري من حديث عمران. (٣)

وفيه من فوائده أن أكثر أهل الجنة الفقراء أو عامة من دخلها إذا قام على بابها كما سيأتي، وأهل الجد محبوسون، وكفى بذلكم الحبس منفِّرًا.

الثالث بعد الثلاثين: حديث أسامة مرفوعًا: "قمت على باب الجنة فكان عامة من دخلها المساكين، وأصحاب الجدِّ محبوسون، غير أن أصحاب النار قد أُمر بهم إلى النار" (٤) أخرجاه، والجد: الحظ والغنى.


(١) أخرجه الترمذي في سننه (٢٣٥٣، ٢٣٥٤) كتاب الزهد، باب ما جاء أن فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم، وابن ماجه في سننه (٤١٢٢) كتاب الزهد، باب منزلة الفقراء، وأحمد في مسنده (٢/ ٢٩٦، ٤٥١، ٥/ ٣٣٦)، والمنذري في الترغيب والترهيب (٤/ ١٣٩)، وابن أبي شيبة في مصنفه (١٣/ ٢٤٦)، والزبيدي في الإتحاف (٨/ ٢٢٢، ٩/ ٢٨١)، والسيوطي في الدر المنثور (٢/ ٢١٢).
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه (٦٤٤٩) كتاب الرقاق، [١٦] باب فضل الفقر، ومسلم في صحيحه [٩٤ - (٢٧٣٧)] كتاب الرقاق، [٢٦] باب أكثر أهل الجة الفقراء، وأكثر أهل النار النساء، وبيان الفتنة بالنساء، والترمذي (٢٦٠٢) كتاب صفة جهنم، باب ما جاء أن أكثر أهل النار النساء، وأحمد في مسنده (١/ ٢٣٤، ٣٥٩، ١٧٣)، والهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ٢٦)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (٢٢٣٤)، والطبراني في المعجم الكبير (١٢/ ١٦٢، ١٦٣).
(٣) وعن عمران بن حصين أخرجه.
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه (٦٥٤٧) كتاب الرقاق، [٥١] باب صفة الجنة والنار، ومسلم في صحيحه [٩٣ - (٢٧٣٦)] كتاب الرقاق، [٢٦] باب أكثر أهل الجنة الفقراء، وأكثر أهل النار النساء، وبيان الفتنة بالنساء، وأحمد في مسنده (٥/ ٢٠٥)، والشجري في أماليه (٢/ ١٥٩، ٢٠٢)، والزبيدي في الإتحاف (٩/ ٢٧٦)، وابن عبد البر في التمهيد (٣/ ٣٢٢). وقال [النووي: قوله: "وإذا أصحاب الجد محبوسون" هو بفتح الجيم، قيل: المراد به أصحاب البخت والحظ في الدنيا والغنى والوجاهة بها، وقيل المراد أصحاب الولايات، ومعناه محبوسون للحساب، ويسبقهم الفقراء بخمسمائة عام كما جاء في الحديث، وقوله: "إلا أصحاب النار فقد أمر بهم إلى النار" معناه من استحق من أهل الغنى النار بكفره أو معاصيه، وفي هذا الحديث تفضيل الفقر على الغنى، وفيه فضيلة الفقراء والضعفاء. [النووي في شرح مسلم (١٧/ ٤٤) طبعة دار الكتب العلمية].

<<  <  ج: ص:  >  >>