للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عوف يدجل الجنة حبوًا" فبلغ ذلك عبد الرحمن فأتاها فسألها عما بلغه، فحدثته، قال: فإني أشهدك أنها بأحمالها وأقتابها وأحلاسها في سبيل اللَّه ﷿. (١)

الحكاية السابعة: عن المِسْوَر قال: باع عبد الرحمن بن عوف أرضًا من عثمان بأربعين ألف دينار، فقسَّم المال في بني زهرة وفقراء المسلمين وأمهات المؤمنين، وبعث إلى عائشة بمال من ذلك المال.

فقالت عائشة: أما إني سمعت رسول اللَّه يقول: "لن يحنو عليكم بعدي إلا الصالحون" (٢).

سقى اللَّه ابن عوف من سلسبيل الجنة.

الحكاية الثامنة: وهو حديث عن ابن عمر قال: "كنت عند النبي وعنده أبو بكر الصديق وعليه عباءة فدخلها في صدره بخلال (٣) فقال: "يا جبريل أنفق ماله قبل الفتح" قال: فإن اللَّه يقرأ عليه السلام، ويقول لك: قل له: أراض أنت عني في فقرك أم ساخط، فقال أبو بكر: أسخط على ربي، أنا على ربي راض، قالها أربعًا. (٤)

الحكاية التاسعة: قال عطاء: بعث معاوية إلى عائشة بطوق من ذهب فيه جوهر قوِّم بمائة ألف فقسمته بين أزواج النبي .

الحكاية العاشرة: قالت أم ذرَّة: (٥) بعث الزبير إلى عائشة بغرارتي مال فيهما ثمانون ألفًا أو مائة ألف، فدعت بطبق. وهي يومئذ صائمة. فجلست تقسمه بين الناس، فأمست وما عندها من ذلك درهم. فلما أمست قالت: يا جارية ائتيني بعشائي. فجاءتها بخبز وزيت. فقالت لها أم ذرة ما استطعت فيما قسمت اليوم أن تشتري لنا بدرهم لحما نفطر عليه؟ فقالت: لا تعتبيني، لو كنت ذكرتيني لفعلت (*).


(١) أخرجه أحمد في مسنده (٦/ ١١٥)، والطبراني في المعجم الكبير (١/ ٩٠، ٦/ ٣٣)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (١/ ٩٨)، والزبيدي في الإتحاف (٨/ ٢١٦).
(٢) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (١/ ٩٩)، ورواه أحمد في مسنده (٦/ ١٠٤)، وذكره الحاكم في مستدركه (٣/ ٣١١) عن أم سلمة قالت: قال رسول اللَّه لأزواجه: "إن الذي يحنو عليكن بعدي لهو الصادق البار، اللهم اسق ابن عوف من سلسبيل الجنة".
(٣) الخِلال: منفرج ما بين الشيئين، والعود الذي يتخلل به، والديار: مضى فيها ومشى خلالها، وهنا يقصد عودًا ضم به العباءة نظرًا لما أصابها من التمزق من القدم.
(٤) أخرجه ابن حجر في لسان الميزان (٤/ ٤٨٦) وذكره الهندي في كنز العمال (٣٥٦٥٨).
(٥) أم ذرة المدنية مولاة عائشة، مقبولة، أخرج لها أبو داود.
[انظر تهذيب التهذيب (١٢/ ٤٦٧، رقم ٢٩٤٤)].
(*) ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام، وفيات سنة (٥١ - ٦٠) وفيه أيضًا عن عروة، رأيتها تصدق بسبعين ألفًا، وإنها لترفع جانب درعها.

<<  <  ج: ص:  >  >>