للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

زاد في روايته: "كان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها، وإذا أراد أن يدعو الدعاء دعا بها فيه" وسبب أكثريته ذلك عذوبة اللفظ وشموله خير الدنيا والآخرة وسيلة ومقصودا وجمعه لطلب الدفع والنفع، ونحو ذلك.

رابعها: حديث ابن مسعود: أنه كان يقول: "اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى" (١) أخرجه مسلم.

وهذا هو الحالة الحسنة في الدنيا، فأي نعمة توزاي الهدى والتقى وعفاف النفس (٢) وغناها فما مثل هذين في راحة البدن كما أن الأولين ما مثلهما في حياة القلب ونوره وانتعاشه.

الحديث الخامس: حديث طارق بن أشيم قال: كان الرجل إذا أسلم علمه النبي الصلاة ثم أمره أن يدعو بهؤلاء الكلمات: "اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني" (٣) رواه مسلم.

وفي رواية له عن طارق أنه سمع رسول اللَّه وأتاه رجل فقال: يا رسول اللَّه كيف أقول حيث أسأل ربي؟.

قال: "اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني فإن هؤلاء يجمع لك دنياك وآخرتك" (٤).

قلت: فهذا هو الحالة الحسنة في الدنيا والآخرة وإنها جامعة للفوز والنجاة


= والاستغفار، [٩] باب فضل بـ (اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)، والترمذي [٣٤٨٧]، وأحمد في مسنده [٣/ ١٠٧]، وابن أبي شيبة في مصنفه [١٠/ ٢٤٨] والتبريزي في مشكاة المصابيح [٤٢٨٧].
(١) أخرجه مسلم في صحيحه [٧٢ - (٢٧٢١)] كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، [١٨] باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل، والترمذي في سننه [٣٤٨٩] كتاب الدعوات، وابن ماجه في سننه [٣٨٣٢]، وأحمد بن حنبل في مسنده [١/ ٤٢٦، ٤٣٤، ٤٣٧].
وابن أبي شيبة في مصنفه [١٠/ ٢٠٨]، والطبراني في المعجم الكبير [١٠/ ١٢٧].
(٢) أما العفاف والعفة فهو التنزه عما لا يباح والكف عنه، والغنى ما غنى النفس والاستغناء عن الناس وعما في أيديهم. [النووي في شرح مسلم (١٧/ ٣٤١) طبعة دار الكتب العلمية].
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه [٣٤، ٣٥ - (٢٦٩٧)] كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، [١٠] باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء.
وأحمد في مسنده [١/ ١٨٥، ٣/ ٤٧٢، ٦/ ٣٩٤]، والحاكم في المستدرك [١/ ٢٦٢]، وابن خزيمة في صحيحه [٧٤٤، ٨٤٨]، والطبراني في المعجم الكبير [٨/ ٣٧٩].
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه [٣٦ - (٢٦٩٧)] كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار [١٠] باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>