للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي الخامس: تحري مواطن الإجابة، فإن له أثرًا.

وفي السادس: إكثار الطلب، فالكريم لا تنفد خزائنه.

وفي السابع: ما سلف.

وأما الخطايا: فالأولى: عن سلمان الفارسي قال: إن العبد إذا كان يدعو في السَّراء (١) فنزلت به الضراء فدعا فقالت الملائكة: "صوت منكر من آدمي ضعيف ولا يشفعون له".

الثانية: قال أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب: ما من عبادة أفضل من عفة بطن أو فرج، وما من شيء أحب إلى اللَّه من أن يُسْأَل، وما يرفع القضاء إلا الدعاء (٢).

فائدة: قال الغزالي رحمة اللَّه عليه في الإحياء فإن قلت ما فائدة الدعاء، والقضاء لا مرد له؛ فاعلم أن من القضاء رد البلاء بالدعاء. والدعاء سبب الرد للبلاء، واستجلاب الرحمة كما أن الترس سبب لرد السهم والماء سبب لخروج النبات من الأرض، وكما أن الترس يدفع السهم فيتدافعان، فكذلك الدعاء والبلاء يتعالجان (٣).

فائدة أخرى: قال أبو سلمان: سمعت وهبًا يقول. وقد أقبل على عطاء الخرساني. ويحك يا عطاء أتأتي من يغلق بابه، ويظهر لك فقره، ويزوي عنك غناه، وتدع من يفتح لك بابه ويظهر لك غناه ويقول: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾.


= وانقطع عن الشيء، والمراد هنا أنه ينقطع عن الدعاء ومنه قوله تعالى: ﴿لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ﴾ [الأنبياء: ١٩] أي لا ينقطعون عنها ففيه أنه ينبغي إدامة الدعاء ولا يستبطئ الإجابة. [المرجع السابق [١٧/ ٤٢] طبعة دار الكتب العلمية].
(١) روى الحاكم في مستدركه [١/ ٥٤٤] وصححه ووافقه الذهبي من حديث أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه : "من يسره أن يستجاب له عند الكرب والشدائد فليكثر الدعاء في الرخاء".
(٢) روى الحاكم في المستدرك [١/ ٤٩٢] وصححه ووافقه الذهبي، عن عائشة: قالت قال رسول اللَّه : "لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما قد نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان على يوم القيامة" ويعتلجان: يتصارعان.
(٣) كذا في الإحياء [٤/ ٢٠٢] وتكملة الكلام: وليس من شرط الاعتراف بقضاء اللَّه ﷿ أن لا يحمل السلاح قال ﷿: ﴿خُذُوا حِذْرَكُمْ﴾ [النساء: ٧١] وأن لا تسقى الأرض بعد نبت البذر، فيقال: إن سبق القضاء بالنبات نبت البذرة، وإن لم يسبق لم ينبت، بل ربط الأسباب بالمسببات هو القضاء الأول الذي هو كلمح البصر، أو هو أقرب، وترتيب تفضيل المسببات على تفاصيل الأسباب على التدريج والتقدير هو القدر.

<<  <  ج: ص:  >  >>