للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقلت ذات يوم لو علمتني اسمك الأعظم سألتك به إذا حلَّت بي فاقة متلفة.

فبينا أنا في بعض الأيام بدمشق على باب البريد جالس في المسجد إذ رأيت رجلين قد دخلا المسجد فوقع في نفسي أنهما ملكان فوقف أحدهما بحذائي فقال أحدهما للآخر تريد أعلمك اسم اللَّه الأعظم. فقال له: نعم.

فأصغيت لهما فقال: هو أن يقول يا اللَّه.

فقلت قد تعلمت، فقال أحدهما ليس كما تقول ولكن بصدق اللجأ.

قال الشيخ أبو بكر: صدق اللجأ أن يكون مثل الغريق في لُجَّةِ البحر، لم يبق له شيء يتعلق به ولا له ملجأ إلا اللَّه ﷿.

الخامسة: عن ثابت البناني (١) قال: ما دعا اللَّه المؤمن بدعوة إلا وكَّل بحاجته جبريل فيقول: لا تعجل بإجابته فإني أحب أن أسمع صوت عبدي، وإن الفاجر يدعو اللَّه فيوكل جبريل بحاجته ويقول: يا جبريل عجل إجابة دعوته فإني أحب أن لا أسمع صوت عبدي الفاجر.

السادسة: قال قدامه بن أيوب وكان من أصحاب عتبة الغلام: رأيت عتبة في المنام فقلت: ما صنع اللَّه بك؟

قال: يا قدامة دخلت الجنة بتلك الدعوات المكتوبة في بيتك، فلما أصبحت أتيت إلى بيتي، فإذا بخط عتبة مكتوب على الحائط: يا هادي المضلين وراحم المذنبين، ومقيل عثرات العاثرين، ارحم عبدك ذا الخطر العظيم والمسلمين كلهم أجمعين، واجعلنا من الأخيار المبرورين، من الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين يا رب العالمين، آمين.

السابعة: قال عمر بن ثابت دخلت في أُذن رجل من أهل البصرة حصاة فعالجها الأطباء فلم يقدروا عليها حتى وصلت على صماخه، فأسهرت ليله ونغصت عيشه.

فأتي رجل من أصحاب الحسن، فشكى ذلك إليه فقال: ويحك إن كان شيء


(١) ثابت بن أسلم، أبو محمد البصري، البناني، القرشي، ثقة، عابد، أخرج له: الستة، توفي سنة [١٢٧] وله [٨٦ سنة]. ترجمته: تهذيب التهذيب [٢/ ٢]، وتقريب التهذيب [١/ ١١٥]، والكاشف [١/ ١٧٠]، الثقات [٤/ ٨٩] تاريخ البخاري الكبير [٢/ ١٥٩]، الجرح والتعديل [٢/ ١٨٠٥]، ميزان الاعتدال [١/ ٣٦٢]، حلية الأولياء [٢/ ٣١٨]، سير الأعلام [٥/ ٢٢٠]، الوافي بالوفيات [١٠/ ٤٦١]، طبقات ابن سعد [١/ ٤٧٨].

<<  <  ج: ص:  >  >>