للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ينفعك اللَّه به فدعوة العلاء بن الحضرمي (١) التي دعا بها في البحر وفي المغاوز. قال وما هي (٢)؟

قال: يا عليُّ يا عظيم يا حكيم يا عليم.

فدعا بها، فواللَّه ما برحنا حتى خرجت من أذنه ولها طنين حتى صكت الحائط وبرأ ما كان به.

وأنشدوا:

وإني لأدعو اللَّه والأمر ضيق … عليَّ فما ينفك أن ينفرجا

ورُبَّ فتى سُدَّت عليه وجوهه … أصاب لها في دعوة اللَّه مخرجا

الثامنة: قال بعضهم: كنا مع إبراهيم بن أدهم، فأتاه الناس فقالوا: يا أبا إسحاق، الأسد وقف في طريقنا، فأتى إبراهيم إلى الأسد وقال له: يا أبا الحارث إن كنت أمرت فينا بشيء فامض لما أُمِرت به، وإن لم تُؤمر بشيء فتنح عن طريقنا، فأدبر الأسد وهو يهمهم.

فقال إبراهيم وما على أحدكم إذا أصبح وأمسى أن يقول: اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام واحفظنا بركنك الذي لا يرام، وارحمنا بقدرتك علينا فلا نهلك وأنت ثقتنا ورجاؤنا. (٣)

أخرى: عن الخواص: قال إبراهيم الخواص: كتب في البادية مرة فسرت في وسط النهار، فوصلت إلى شجرة فنزلت، فإذا بسبع عظيم، فاستسلمت ودعوت، فلما قرب


(١) العلاء بن الحضرمي، واسم الحضرمي عبد اللَّه بن عمار بن كلب بن ربيعة بن مالك بن عويف ، حليف بني أميه، عامل البحرين صحابي جليل عمل على البحرين للنبي وأبي بكر وعمر، أخرج له الستة، توفي سنة [١٤]. ترجمته: تهذيب التهذيب [٨/ ١٧٨]، تقريب التهذيب [٢/ ٩١]، الكاشف [٢/ ٣٥٩]، التاريخ الكبير [٦/ ٥١٦] الجرح والتعديل [٦/ ٣٥٧]، أسد الغابة [٤/ ٧٤]، سير الأعلام [١/ ٢٦٢].
(٢) روى الإمام البخاري في صحيحه [٦٣٤٥] عن ابن عباس أن رسول اللَّه كان يقول عند الكرب: "لا إله إلا اللَّه العظيم الحليم، لا إله إلا اللَّه رب العرش العظيم، لا إله إلا اللَّه رب السماوات والأرض ورب العرش الكريم".
(٣) قال يحيى بن عثمان الحمصي: حدثنا بقيه قال: كنا مع إبراهيم بن أدهم في البحر، وهبت ريح هاجت الأمواج واضطربت السفينة وبكى الناس، فقلنا: يا أبا إسحاق ما ترى الناس فيه؟ فرفع رأسه وقد أشرفنا على الهلاك فقال: يا حي حين لا حي ويا حي قبل كل حي، ويا حي بعد كل حي، يا حي يا قيوم يا محسن يا مجمل، قد رأينا قدرتك فأرنا عفوك قال: فهدأت السفينة من ساعته.
[تاريخ الإسلام وفيات (١٦١ - ١٧٠)].

<<  <  ج: ص:  >  >>