وقال: اشرب، فشربت وأكلت قرصًا واحدا فاكتفيت به.
ثم قال لي: اركب، وركب أمامى وسرنا ليلتين ويوما فالتحقنا بالقافلة، فسأل عن الشاب فأخبر أنه في القافلة.
فتركني ومضى، ثم أتاني بعد ساعة والشاب معه وقال: يا ولدي هوَّن اللَّه علي بالاجتماع بك اجتماعي بهذا الرجل.
ثم ودعتهما وانصرفت ولحقني الرجل بكاغدة وناولني إياها، وقبَّل يدي وانصرف.
فوجدت بها خمسة دنانير مصرية، اكتريت منها إلى مكة، وتزودت ببقيتها، وحججت تلك السنة، وزرت النبي ﷺ والخليل. ﵇.
وكلما أدركتني ضائقة أو نازلة أذكر تلك الكلمات التى علمنى الخضر وأعترف بفضله ومنه، وأشكره على نعمته.
تمن على ذي العرش ما شئت إنه … مجيد كريم لا يُخَيِّبُ سائلا
الثالثة عشرة: عن الليث ﵀ قال: حججت سنة ثلاث عشرة ومائة، فأتيت مكة.
فلما صليت العصر رقيت أبا قبيس، فإذا رجل جالس وهو يدعو فقال: يا رب حتى انقطع نفسه ثم قال: يا اللَّه يا اللَّه حتى انقطع نفسه.
ثم قال: يا حي يا حي كذلك.
ثم قال: يا رحيم كذلك، ثم قال: يا أرحم الراحمين سبع مرات. ثم قال: اللهم إني اشتهيت هذا العنب فأطعمنيه.
اللهم إن بُرْدِي قد خلق.
قال الليث. فواللَّه ما استتم كلامه حتى أُتِيَ بسلة مملوءة عنبًا، وليس على الأرض يؤمئذ عنب. وبردين موضوعين، فأراد أن يأكل.
فقلت: أنا شريك.
فقال لي: ولم؟ قلت: لأنك كنت تدعو وأنا أؤمن.
فقال لي: تقدم فكل ولا تُخبأ منه شيئًا فتقدمت وأكلت شيئًا لم آكل مثله قط، وإذا عنب لا عجم فيه، فأكلت حتى شبعت، والسلة لم تنقضي شيئا.
ثم قال: خذ أيَّ البردين شئت.
فقلت: أنا أغنى عنهما.
قال: توار عني حتى ألبسهما، فتواريت عنه. فائتزر بأحدهما وارتدى بالآخر،