للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم أخذ البردين الذين كانا عليه فجعلهما على يديه، ونزل.

واتبعته حتى إذا كان بالمسعى لقيه رجل فقال: اكسنى كساك اللَّه يا ابن رسول اللَّه، فدفعهما إليه.

فلحقت الرجل فقلت: من هذا؟

فقال: هذا جعفر بن محمد علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، فطلبته فلم أجده.

الرابعة عشرة: عن بعض المشايخ قال: كان لي زوجة كنت مشغوفًا بها، فبينا أنا عندها في بعض الأيام في البيت نائم أدركتني حالة في المنام فسمعت ما نطقت به وعاينت حركتي، وكانت حالة عظيمة.

فلما أفقت قالت: ما شأنك يا سيدي؟

فقلت: ما رأيت؟

قالت: خيرًا.

فسكت عنها، ثم خرجت وخليتها.

فقالت لخادم لنا ناد لي أمي وأختي، فناداهما.

فاجتمعت بهما وقالت جرى لزوجي كذا وكذا. وأخبرتها بالصورة، وقالت واللَّه ما بقيت له بزوجة أبدًا، فإنه مجنون فعزلها أهلها عن ذلك وقصدوا ردها فأبت، فقالوا، تقيمين في الدار حتى نجتمع معه.

فلما علمت بذلك أتيت إليها وقلت: ما مقصودك قالت: الفراق وإلا قتلت نفسي، وأنت السبب في ذلك.

فقال: أمهليني سبعة أيام.

فقالت: نعم، ثم إني وجدت مشقة كبيرة في فراقها، فقصدت رضاها بشيء من الدنيا، فأبت فأرسلت إليها جماعة من أهلي فأبت، فلما تيقنت عزمها على ما ذكرت، لحقني وَلَه وتغيرت أحوالي وتشوش خاطري ولم أجد ما يحمل ذلك عني.

فلما بقى من الأجل ليلة واحدة، وقد اشتد بي الحال، وضاقت بي الأرض، رجعت إلى اللَّه وفوضت أمري إليه وعزمت على أن ما يفعله اللَّه أرضى به.

ثم دعوت بهذه الكلمات: اللهم يا عالم الخفيات ويا سامع الأصوات، ويا من بيده ملكوت الأرض والسموات، يا مجيب الدعوات استغثت بك واستجرت بك يا مجير أجرني ثلاث مرات.

ثم جلست حتى كان النصف الآخر من الليل، وأنا مستقبل القبلة وإذا بها قد

<<  <  ج: ص:  >  >>