للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دخلت فقبلت رجلي وقالت: سألتك باللَّه العظيم إلا رضيت عني، فقد تبت مما كنت أطلبه منك.

وقد رجعت إلى اللَّه فاسأله أن يقبل توبتي.

فقلت: لا أرضى عنك حتى تخبريني بسبب هذا.

فقالت: كنت البارحة مصرة على ذلك العزم فأتى رجل في المنام وبيده اليمنى سوط، وفي الأخرى سكين وقال لي: إن رجعت عن هذا الأمر وإلا قتلتك بهذا السكين، ثم جلدني ثلاث جلدات.

فانتبهت مرعوبة وحرارة ذلك الضرب في قلبي فقعدت ساعة ثم نمت فرأيت الرجل بعينه قد أتاني وبيده السوط والسكين، وقال لي أما حذرتك ووعظتك وأمرتك، ثم رفع يده على.

فانتبهت مرعوبة وأتيت إليك مسرعة لتقبل توبتي وترضي عني وتسأل اللَّه لي.

ثم كشفت عن جسدها فرأيت أثر ثلاث ضربات فقلت لها: يتوب اللَّه عليَّ وعليك، وقد رضيت عنك في الدنيا والآخرة.

فقالت: صداقي هبة لك، شكرا للَّه، وعندي عشرون دينارا من حليتي، وهي وثيابي للفقراء شكرا للَّه.

فلما أصبحت فعلت ذلك.

ثم نظرت لطف اللَّه بي، وعلمت أنه ثمرة الرضا علي ما فعل، وتيقنت أن الأمور كلها بيده ثم أقمت معها بعد ذلك سبع سنين وأنا في أكمل مسرة، ثم ماتت فرأيتها في المنام في أجمل صورة وعليها من الحلي والحلل ما لا أطيق وصفه. فقلت لها: ما لقيت من ربك؟

فقالت: كما ترى، وأنا منتظرة لقاك رضي اللَّه عنك، كما رضيت عني.

الخامسة عشرة: روى أنه كان على عهد رسول اللَّه رجل يتجر من الشام إلى المدينة ومن المدينة إلى بلاد الشام.

ولا يصحب القوافل توكلا على اللَّه.

فقدم مرة من الشام يريد المدينة، إذ عرض له لص على فرس فصاح بالتاجر، فوقف وقال شأنك مالي وخلِّ سبيلي.

فقال له اللص: المال مالي، وإنما أريد نفسك.

فقال له: التاجر: انظرني حتى أتوضأ وأصلي وأدعو ربي قال: افعل ما بدا لك.

<<  <  ج: ص:  >  >>