للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومعنى: يُنسأ له في أثره: يؤخر له في أجله وعمره.

ففيه فوائد عاجلة وهو بسط الرزق وإطالة العمر.

وروينا فيهما عنه: كان أبو طلحة أكثر الأنصار مالًا. . . الحديث بطوله كما سبق في باب الإنفاق مما يجب.

وفيه أن الذي يرجي بره وذخره عند اللَّه جدير أن يوضع في الآخريين، ويوضحه الحديث الذي بعده، فإن فيه الفائدة الآجلة.

وروينا في الصحيحين (١) والسياق لمسلم من حديث عبد اللَّه بن عمرو قال: أقبل رجل إلى نبي اللَّه فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من اللَّه، قال: "فهل من والديك أحد حيٌّ؟ " قال: نعم، بل كلاهما. قال: "فتبتغي الأجر من اللَّه؟ "، قال: نعم، قال: "فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما".

وفي رواية لهما: جاء رجل فاستأذنه في الجهاد.

فقال: "أحيٌّ والداك؟ "، قال: نعم، قال: "ففيهما فجاهد" (٢).

وروينا في صحيح البخاري (٣) عنه مرفوعًا: "ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها". وقطعت: بفتح القاف والطاء، رحمه مرفوع، وفيه نفي من يقول: لو وصلوني وصلتهم إلى وصل القاطعين، وهو الصلة الحقيقية وغيره مكافأة.

وروينا في الصحيحين من حديث عائشة مرفوعًا: "الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله اللَّه، ومن قطعني قطعه اللَّه" (٤).


= الرحم، ومسلم في صحيحه [٢١ - (٢٥٥٧)] كتاب البر والصلة والآداب، [٦] باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها. والبيهقي في السنن الكبرى [٧/ ٢٧]، المنذري في الترغيب والترهيب [٣/ ٣٣٤].
(١) أخرجه البخاري في صحيحه [٥٩٧٢] كتاب الأدب، [٣] باب لا يجاهد إلا بإذن الأبوين، ومسلم في صحيحه [٦ - (٢٥٤٩)] كتاب البر والصلة والآداب، [١] باب بر الوالدين وأنهما أحق به والنسائي [٧/ ١٤١، ١٤٥]، وأحمد في مسنده [٤/ ٢٢٣]، والحاكم [٣/ ٤٢٤].
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه [٥ - (٢٥٤٩)] كتاب البر والصلة والآداب، [١] باب بر الوالدين وأنهما أحق به.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه [٥٩٩١] كتاب الأدب، [١٥] باب ليس الواصل بالمكافئ. وأبو داود في سننه [١٦٩٧]، والترمذي [١٩٠٨]، وأحمد في مسنده [٤/ ١٦٣، ١٩٠]، والبيهقي في السنن الكبرى [٧/ ٢٧]، والمنذري في الترغيب والترهيب [٣/ ٣٤٠].
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه [٥٩٨٩] كتاب الأدب، [١٣] باب من وصل وصله اللَّه. ومسلم في صحيحه [١٧ - (٢٥٥٥)] كتاب البر والصلة والآداب، [٦] باب صلة الرحم وتحريم =

<<  <  ج: ص:  >  >>