للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبله، وهو ما لم تطمئن إليه النفس ولا يخرجه عن ذلك الإفتاء بالحل، ﴿بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (١٤) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (١٥)﴾.

وروينا من حديث أبي سِروعة. بكسر السين المهملة. عقبة بن الحارث أنه تزوج ابنة لأبي إهاب بن عزيز، فأتته امرأة فقالت: إني أرضعت عقبة والتي تزوج بها. فقال لها عقبة: ما أعلم أنك أرضعتني ولا أخبرتني. فركب إلى رسول اللَّه بالمدينة فسأله فقال رسول اللَّه: "كيف وقد قيل؟ " ففارقها عقبة ونكحت زوجا غيره (١) أخرجه البخاري.

وفيه نوع آخر من مجاريه، وهو ما أخبر بتحريمه من لم يكف قوله في التحريم.

وروينا من حديث الحسن بن علي قال: حفظت من رسول اللَّه : "دع ما يريبك إلى ما لا يُريبك" (٢) أخرجه الترمذي وحسَّنه. أي اترك ما تشك فيه وخذ ما لا تشك فيه، وهذا نوع آخر منه وهو ما يريب الإنسان ويشك فيه، والريب أشد من مجرد التردد.

وروينا من حديث عائشة قالت: "كان لأبي بكر الصديق غلام يخرج له الخراج وكان أبو بكر يأكل من خراجه، فجاء يوما بشيء فأكل منه أبو بكر، فقال له الغلام: أتدري ما هذا؟ فقال أبو بكر: وما هو؟ قال: كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية وما أُحسن الكهانة إلَّا أني خدعته، فلقيني فأعطاني لذلك هذا الذي أكلت منه. فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه" (٣) أخرجه البخاري.


= والطحاوي في مشكل الآثار (٣/ ٣٤)، والزبيدي في الإتحاف (١/ ١٣، ١٦٠، ٧/ ٤٢، ٦٠) والمنذري في الترغيب والترهيب (٢/ ٥٥٧)، والعجلوني في كشف الخفاء (١/ ١٣٦)، والسيوطي في الدر المنثور (٢/ ٢٥٥).
(١) أخرجه البخاري في صحيحه (٨٨) كتاب العلم، [٢٧] باب الرحلة في المسألة النازلة وتعليم أهله، ورقم (٢٠٥٢) كتاب البيوع، [٣] باب تفسير المشبهات، ورقم (٢٦٤٠) كتاب الشهادات، [٤] باب إذا شهد شاهد أو شهود بشيء، ورقم (٢٦٥٩) في الشهادات، [١٣] باب شهادة الإماء والعبيد، وكذا رقم (٢٦٦٠، ٥١٠٤)، وأحمد في مسنده (٤/ ٧، ٣٨٤)، وابن أبي شيبة في مصنفه (٤/ ١٩٦)، والطبراني في المعجم الكبير (١٧/ ٣٥٣).
(٢) أخرجه الترمذي في سننه (٢٥١٨) كتاب صفة القيامة والرقائق والورع، وأحمد في مسنده (١/ ٢٠٠، ٣/ ١١٢، ١٥٣)، والبيهقي في السنن الكبرى (٥/ ٣٣٥)، والحاكم في المستدرك (٢/ ١٣، ٤/ ٩٩)، وابن حبان في صحيحه (٥١٢ - الموارد)، والطبراني في المعجم الصغير (١/ ١٠٢)، والزبيدي في الإتحاف (١/ ١٥٧، ١٥٨)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (٦/ ٣٥٢، ٣/ ٢٦٤)، والمنذري في الترغيب والترهيب (٢/ ٥٥٨، ٣/ ١٨٨).
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه (٣٨٤٢) كتاب مناقب الأنصار، [٢٦] باب أيام الجاهلية.

<<  <  ج: ص:  >  >>