للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الخامسة: قوله تعالى: ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ﴾ (١).

أي افعلوهما على التمام.

السادسة: قوله تعالى: ﴿فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ﴾ (٢) أي تحن، ولو حذف المضاف من لهجة (الملل) (٣).

ويروى أن الجليل يلحظ الكعبة في كل عام لحظة في نصف شعبان. فعند ذلك تحن إليه قلوب المؤمنين.

وقيل: سببها أن الرب تعالى أخذ الميثاق من بني آدم يعرفه فاستخرجهم هناك من صُلب أبيهم ونثرهم بين يديه كهيئة الذر، ثم كلمهم فقال: ﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى﴾ (٤) وكتب أقدارهم في رق وأشهد فيه بعضهم على بعض ثم ألقمه الحجر الأسود. ومن أجل ذلك استحب لموافيه (٥) أن يقول: "اللهم إيمانًا بك ووفاء بعهدك" (٦) وهذا ينزع إلى معنى حب الأوطان، فإنها دلت على أن ذلك أول الأوطان وقد قيل:

كم منزل في الأرض يألفه الفتى … وحنينه أبدًا لأول منزل

وقيل لذي النون المصرى: أين أنت من قوله: ﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ﴾؟ قال كأنه بأذني.


(١) سورة البقرة (١٩٦).
(٢) سورة إبراهيم (٣٧).
قال ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وغيره لو قال أفئدة الناس لازدحم عليه فارس والروم واليهود والنصارى والناس كلهم، ولكن قال: ﴿مِنَ النَّاسِ﴾ [البقرة: ١٤٢] فاختص به المسلمون.
(٣) كذا بالأصل.
(٤) سورة الأعراف (١٧٢).
روى ابن جرير بسنده عن ابن عباس قال: أخرج اللَّه ذرية آدم من ظهره كهيئة الذر وهو في أذى من الماء. وقال أيضًا بسنده عن ابن عباس: إن اللَّه مسح صلب آدم فاستخرج منه كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة فأخذ منهم الميثاق يومئذ فمن أدرك منهم الميثاق الآخر فوفي به نفعه الميثاق الأول ومن أدرك الميثاق الآخر فلم يُقرّبه لم ينفعه الميثاق الأول، ومن مات صغيرًا قبل أن يدرك الميثاق الآخر مات على الميثاق الأول على الفطرة [تفسير ابن كثير (٢/ ٢٦٨)].
(٥) روى البخاري في صحيحه (١٦٠٣) كتاب الحج، ٥٦ - باب استلام الحجر الأسود حين يقدم مكة أول ما يطوف ويرمل ثلاثًا، عن ابن عمر قال: "رأيت رسول اللَّه حين يقدم مكة إذا استلم الركن الأسود أول ما يطوف يخُبُّ ثلاثة أطواف من السبع".
(٦) أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد (٣/ ٢٤٠) والزبيدي في الإتحاف (٤/ ٣٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>