للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في أهل بيته وخاصته وجيرانه وأنا أهل التقوى وأهل المغفرة. (١)

روى الترمذي في سننه (٣٣٢٨) في تفسير القرآن في سورة المدثر، عن أنس عن رسول اللَّه إنه قال في هذه الآية ﴿هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ﴾ [المدثر: ٥٦] قال: قال اللَّه ﷿ أنا أهل أن أتقى فمن اتقاني فلم يجعل معي إلهًا فأنا أهل أن أغفر له".

السابعة بعد الثلاثين: عن مالك بن دينار قال: رأيت في بعض الأيام شابا عليه آثار الدعاء ونور الإجابة، ودموعه تتساقط على وجهه فعرفته وكنت أعهده بالبصرة ذا نعمة فبكيت لما رأيت من حاله على تلك الصفة وبكى الآخر لما رآني، وبدأني بالسلام، وقال: يا مالك باللَّه عليك إلا ما ذكرتني في وقت خلواتك، وسألت لي التوبة والمغفرة لعله يرحمني ويغفر لي، ثم أنشأ يقول:

وعرض بذكري حين (٢) تسمع زينب … وقل ليس يخلو ساعة منك باله

عساها إذا ما مر ذكري بسمعها … تقول فلان عندكم كيف حاله

قال مالك: ثم ولى ودموعه تستبق، فلما دخلت أشهر الحج توجهت إلى مكة فبينما أنا في المسجد الحرام إذ رأيت حلقة يجتمع إليها الناس فإذا بفتى يتضرع وقد قطع على الناس طوافهم بكثرة بكائه.

فوقفت عليه أنظر مع الناس إليه، فإذا هو صاحبي فسررت به، فسلمت عليه وقلت: الحمد للَّه الذي أبدلك بخوفك أمنا وأعطاك ما تتمنى.

فأنشأ يقول:

ساروا بلا خوف إلى خيف أمنهم … فلما أناخوا في منى بلغوا المُنا

تمنوا فأعطاهم مناهم وصانهم … بتوبته الخلصاء عن الفحش (والخنا) (٣)

وسامح عن كل الذنوب التي جرت … وما اجترح العبد المسيء وما جنا

لدار عليهم ساقي القوم خمرة … فنادوا من الساقي فقال لهم أنا

أنا اللَّه ادعونى فإني ربكم … لي المجد والعلياء والملك والسنا

قال مالك: ثم قلت له: باللَّه عليك أطلعني على أمرك كيف كان؟


(١) رواه الترمذي في سننه (٣٣٢٨) في تفسير القرآن، من سورة المدثر، عن أنس، عن رسول اللَّه أنه قال في: هذه الآية: ﴿هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ﴾ [المدثر: ٥٦]، قال: "قال اللَّه ﷿: أنا أهل أن أُتقى فمن اتقاني فلم يجعل معي إلها فأنا أهل أن أغفر له".
(٢) في هامش الأصل "لعله حيث".
(٣) في الأصل "مالخنا".

<<  <  ج: ص:  >  >>