للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أي لا تعمل بمقتضاه، فيخفف مؤنة الصبر وتأباه.

الخامس بعد العشرين: حديثه أيضًا مرفوعًا: "ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى اللَّه -تعالى- وما عليه خطيئة" (١) رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.

فهو صارف لمشقته، ومنه حديث: "مثل المؤمن كخامة الزرع" (٢) وتسهيل لتناوله.

السادس بعد العشرين: حديث ابن عباس: أن عيينة بن حصن قال لعمر بن الخطاب : فواللَّه ما تعطينا الجزل، ولا تحكم فينا بالعدل، فغضب عمر حتى هم أن يقع به، فقال له: الحرُّ يا أمير المؤمنين، إن اللَّه -تعالى- قال لنبيه: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (١٩٩﴾ [الأعراف: ١٩٩]، وإن هذا من الجاهلين، واللَّه ما جاوزها عمر، "وكان وقَّافًا عند كتاب اللَّه". رواه البخاري (٣).

وهو من صوارف المشقات، وتسهيل المعضلات.

السابع بعد العشرين: حديث ابن مسعود مرفوعًا: "إنه ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها" قالوا: يا رسول اللَّه، فماذا تأمرنا؟ قال: "تؤدون الحق الذي عليكم، وتسألون اللَّه الذي لكم". (٤)

فالأثرة من مجاري الصبر، والسؤال ليحمل الصبر وتصرف المشقة.

الثامن بعد العشرين: حديث أسيد بن حضير: "أن رجلًا من الأنصار قال: يا


= في سننه [٢٠٢٠] كتاب البر والصلة، باب ما جاء في كثرة الغضب.
(١) أخرجه الترمذي [٢٣٩٩] كتاب الزهد، باب ما جاء في الصبر على البلاء، وابن ماجه في سننه، كتاب الفتن، باب الصبر على البلاء، والحاكم في المستدرك [٤/ ٣١٤]، والمنذري في الترغيب والترهيب [٤/ ٢٨٦]، وأبو نعيم في حلية الأولياء [٧/ ٩١]، والعجلوني في كشف الخفا [٢/ ٢٧٥، ٤٢٢].
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه [٨/ ١٦٨]، وأحمد في مسنده [٣/ ٤٥٤، ٥/ ١٤٢].
(٣) أخرجه البخاري [٤٦٤٢] كتاب تفسير القرآن، سورة الأعراف، [٦] باب ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (١٩٩﴾ [الأعراف: ١٩٩].
(٤) أخرجه البخاري [٣٦٠٣] كتاب المناقب، [٢٥] باب علامات النبوة في الإسلام، ومسلم في صحيحه [٤٥ - (١٨٤٣)] كتاب الإمارة، [١٠] باب وجوب الوفاء ببيعة الخفاء الأول فالأول.
وقال النووي: هذا من معجزات النبوة وقد وقع هذا الإخبار متكررًا، ووجد مخبره متكررًا، وفيه الحث على السمع والطاعة، وان كان المتولي ظالمًا عسوفًا فيعطى حقه من الطاعة ولا يخرج عليه ولا يخلع، بل يتضرع إلى اللَّه -تعالى- في كشف أذاه ودفع شره واصلاحه. النووي في شرح مسلم [١٢/ ١٩٥] طبعة دار الكتب العلمية.

<<  <  ج: ص:  >  >>