للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انتهى" (١).

وهو ما قبله بيان لأنواع الظلم، وإن منها الحجة والجناية المحوجين إلى اليمين الفاجرة، وإن منها الاختلاس فيما علم، والكتمان فيما لم يعلم.

وقوله: "مخيطًا فما فوقه" يحتمل ما فوقه من القلة.

ومنها السرقة والغلول المانع للشهادة، والموقع في النار، كما سيأتي.

ومنها الدين الذي صنع على صاحبه، بأنه لم يترك وفاءه أو لم يشهد به، أو نحو ذلك.

وروينا في صحيح مسلم من حديث عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم خيبر أقبل نفر من أصحاب رسول اللَّه فقالوا فلان شهيد، وفلان شهيد، حتى مروا على رجل فقالوا: فلان شهيد.

فقال : "كلا إني رأيته في بردة غلها أو عباءة" (٢) وروينا فيه أيضًا من حديث أبي قتادة الحارث بن ربعي إنه قام فيهم فذكر لهم إن الجهاد في سبيل اللَّه، والإيمان باللَّه أفضل الأعمال. فقام رجل فقال: أرأيت يا رسول اللَّه أرأيت إن قتلت في سبيل اللَّه تكفر خطاياي؟

فقال: نعم، إن قتلت في سبيل اللَّه، وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر.

قال: كيف قلت؟ فأعاده.

فقال : إلا الدين، فإن جبريل قال لي ذلك (٣).

وكل ذلك مؤكد، للتنفير من الدين.

نعوذ باللَّه من غلبته، ومن قهر الرجال.


(١) أخرجه مسلم في صحيحه [٣٠ - (١٨٣٣)] كتاب الإمارة، ٧ - باب تحريم هدايا العمال، وأحمد في مسنده (٤/ ١٩٢)، والبيهقي في السنن الكبرى (٤/ ١٥٨)، وابن أبي شيبة في مصنفه (٦/ ٥٤٨، ٥٤٩)، والمنذري في الترغيب والترهيب (١/ ٥٦٣)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (١٧٨٠).
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه [١٨٢ - (١١٤)] كتاب الإيمان، ٤٨ - باب غلظ تحريم الغلول وأنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون، وأحمد في مسنده (١/ ٣٠)، وابن أبي شيبة في مصنفه (١٤/ ٤٦٦) والتبريزي في مشكاة المصابيح (٤٠٣٤)، والسيوطي في الدر المنثور (٢/ ٣٠٧).
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه [١١٧ - (١٨٨٥)] كتاب الإمارة، ٣٢ - باب من قتل في سبيل اللَّه كفرت خطاياه، إلا الدين، والترمذي في سننه (١٧١٢) كتاب الجهاد، باب ما جاء فيمن يستشهدون وعليهم دين، وأحمد في مسنده (٥/ ٣٠٤) والمنذري فى الترغيب والترهيب (٢/ ٣١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>