للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقلت: يا أبت ومن الثالث؟

قال: لا تصحبن كذابا فإنه بمنزلة السراب، يبعد عنك القريب، ويقرب منك البعيد.

قلت: يا أبت ومن الرابع؟ قال: لا تصحبن أحمق، فإنه يريد أن ينفعك فيضرك. قلت: قد قيل عدو عاقل خير من صديق أحمق.

قلت: يا أبت ومن الخامس؟

قال: لا تصحبن قاطع رحم، فإني وجدته ملعونًا في كتاب اللَّه ﷿ في ثلاثة مواضع.

الخامسة: عن ابن عباس أنه قال: ما انتفعت بكلام أحد بعد رسول اللَّه كانتفاعي بكتاب كتبه إلي علي بن أبي طالب، كتب إليَّ:

أما بعد، فإن المرء ليسوءه فوت ما لم يكن ليدركه ويسره درك ما لم يكن ليفوته.

فليكن سرورك بما نلت من آخرتك، وليكن أسفك على ما فات منها.

وما نلت من دنياك فلا تكثرن به قدحًا، وما فاتك منها فلا تأس جزعًا.

السادسة: قال ثابت بن الحجاج (١): قال عمر بن الخطاب: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم وتزينوا للعرض الأكبر ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ (١٨)(٢).

السابعة: قال عبد الرحمن: أتى رجل الضحاك فقال: يا أبا عبد الرحمن علمني كلمات جوامع بدائع.

قال: لا تشرك باللَّه شيئًا، وزُلْ مع الحق حيث زال، ومن جاءك بالحق فاقبل منه، وإن كان بغيضًا.

ومن جاءك بالباطل فاردده عليه، وإن كان حبيبًا.

الثامنة: عن سفيان الثوري قال: قام أبو ذر عند الكعبة فقال: أيها الناس أنا جندب الغفاري (٣) هلموا إلى الأخ الناصح الشفيق.


(١) ثابت بن الحجاج الكلابي الجزرى الرقي، ثقة أخرج له أبو داود.
ترجمته: تهذيب التهذيب (٢/ ٤)، وتقريب التهذيب (١/ ١١٥)، والكاشف (١/ ١٧٠)، وتاريخ البخاري الكبير (٢/ ١٦٢)، والجرح والتعديل (٢/ ١٨١٠).
(٢) سورة الحاقة (١٨).
(٣) أبو ذر الغفاري اسمه جندب بن جنادة، أحد السابقين الأولين، يقال كان خامسًا في الإسلام ثم =

<<  <  ج: ص:  >  >>