للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروينا في صحيح البخاري من حديث الأسود بن يزيد قال: سألت عائشة ما كان رسول اللَّه يصنع في بيته؟

قالت: كان يكون في مهنة أهله، -يعني في خدمة أهله- فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة (١).

وروينا في صحيح مسلم من حديث أبي رفاعة تميم بن أسد قال: انتهيت إلى رسول اللَّه وهو يخطب، فقلت: يا رسول اللَّه رجل غريب جاء يسأل عن دينه لا يدرى ما دينه؟

فأقبل عليَّ رسول اللَّه وترك خطبته حتى انتهى إلي، فأُتِيَ بكرسي فقعد عليه وجعل يعلمني ما علمه اللَّه.

ثم أتى خطبته فأتم آخرها (٢).

وروينا فيه من حديث أنس أن رسول اللَّه كان إذا أكل طعامًا لعق أصابعه الثلاث قال: وقال: "إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها الأذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان"، وأمر بسلت القصعة قال: فإنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة" (٣).

وروينا في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "ما بعث اللَّه نبيًا إلا رعى الغنم".

قال أصحابه: وأنت؟

قال: "نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة" (٤).


(١) أخرجه البخاري في صحيحه (٦٧٦) كتاب الأذان، ٤ - باب من كان في حاجة أهله فأقمت الصلاة فخرج، ورقم (٥٣٦٣) كتاب النفقات، ٨ - باب خدمة الرجل في أهله، ورقم (٦٠٣٩) كتاب الآداب، ٤٠ - باب كيف يكون الرجل في أهله، والترمذي (٢٤٨٩)، وأحمد في مسنده (٦/ ١٢٦، ٢٠٦) والبيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٢١٥) والزبيدي في الإتحاف (٧/ ٩٨)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (٥٨١٦).
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه [٦٠ - (٨٧٦)] كتاب الجمعة، ١٥ - باب حديث التعليم في الخطبة، قال النووي: فيه استحباب تلطف السائل في عبارته وسؤاله العالم، وفيه تواضع النبي ورفقه بالمسلمين وشفقته عليهم وخفض جناحه لهم، وفيه المبادرة إلى جواب المستفتي وتقديم أهم الأمور، فأهمها ولعله كان يسأل عن الإيمان وقواعده المهمة، وقد اتفق العلماء على أن من جاء يسأل عن الإيمان وكيفية الدخول في الإسلام وجب إجابته وتعليمه على الفور. [النووي في شرح مسلم (٦/ ١٤٤) طبعة دار الكتب العلمية].
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه [١٣٥ - (٢٠٣٣)] كتاب الأشربة، ١٨ - باب استحباب لعق الأصابع والقصعة، وأكل اللقمة الساقطة بعد مسح ما يصيبها من أذى وكراهة مسح اليد قبل لعقها، وأبو داود في سننه (٣٨٤٥) وأحمد في مسنده (٣/ ١٠٠) والبيهقي في السنن الكبرى (٧/ ٢٧).
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه (٢٢٦٢) كتاب الإجارة، ٢ - باب رعي الغنم على قراريط، وابن =

<<  <  ج: ص:  >  >>