للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها" أخرجاه (١).

وفيه ذكر سبب الخوف الشامل لكل أحد ما لم يؤمن ببشارة الهيئة، أو دخول الجنة بسابقة القفاء بالشقاوة والسعادة، والموطن الدنيا دار العمل والعطاء.

فمن لا يدرى من أي الفريقين مآله كيف يطمئن ويأمن ويقر قراره.

ومن ظهرت عليه آثار السعادة وأمارات السيادة كيف لطمئن، وقد سبق الكتاب بضده، فيبذل المشهود الظاهر بخلافه، كما وقع لإبليس وحزبه وعند صفو الليالي يحدث الكدر.

وقد خاف قوم من السابقة كما خاف آخرون من الخاتمة.

وقد ظهر إن الخوف من متعلقة في المستقبل، وظهور السابقة وأثرها وهو الخاتمة، أو ما بعد الموت.

اللهم وصلنا ولا تهلكنا بالفوت.

الحديث الثاني: حديثه أيضًا مرفوعًا: "يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام، ومع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها" (٢) أخرجه مسلم.

وفيه خوف سوء الدار بالمعاصي، ويعاين ما يشيب النواصي ﴿يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (٢٣)(٣).

وفرق عظيم بين علم اليقين وعين اليقين.

الحديث الثالث: حديث النعمان بن بشير مرفوعًا: "إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة لرجل يوضع في أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه، ما يرى أن أحدًا أشد منه عذابا، فإنه لأهونهم عذابا". (٤)


(١) أخرجه البخاري في صحيحه (٣٢٠٨) كتاب بدء الخلق، ٦ - باب ذكر الملائكة -صلوات اللَّه عليهم- ورقم (٣٣٣٢) في أحاديث الأنبياء، ١ - باب خلق آدم وذريته، ورقم (٦٥٩٤، ٧٤٥٤)، ومسلم في صحيحه كتاب القدر، ١ - باب كيفية خلق الآدمي في بطن أمه وكتابه رزقه وأجله وعمله، وشقاوته وسعادته، وأحمد في مسنده (١/ ٣٨٢، ٤٣٠)، والسيوطي في الدر المنثور (٤/ ٣٤٤)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (٨١/ ٢٤٤).
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه [٢٩ - (٢٨٤٢)] كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، ١٢ - باب في شدة حر نار جهنم، وبُعْدِ قعرها، وما تأخذ من المعذبين، والحاكم في مستدركه (٤/ ٥٩٥)، وابن الجوزي في تلبيس إبليس (٣٤٣).
(٣) سورة الفجر (٢٣).
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه (٦٥٦٢) كتاب الرقاق، ٥١ - باب صفة الجنة والنار، ومسلم في صحيحه [٣٦٣ - (٢١٣)] كتاب الإيمان، ٩١ - باب أهون أهل النار عذابًا، وابن ماجه في سننه =

<<  <  ج: ص:  >  >>