للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

غرلًا" قلت يا رسول اللَّه الرجال والنساء جميعًا ينظر بعضهم إلى بعض؟!

فقال: "يا عائشة الأمر أشد من أن يهمهم ذلك"

وفي لفظ "من أن ينظر بعضهم إلى بعض".

أخرجاه.

غرلًا (١): بضم الغين المعجمة، أي غير مختونين.

ففيه خاصية الخوف، وأدلة التحقق به إذ فيه الاهتمام بالأهم النافع، وباشتغال النفس بعيوبها، وما بين يديها، واللهو عن اللهو.

وحاصل هذه الأحاديث ذكر سبب الخوف، ومواطنه ومخفف ما يثقل منها، وأنواع المحو.

وجماعها حلول مكروه أو فوات محبوب، وكل نوع يتفاوت درجاته، وذكر خاصيته ونتائجه، ودلائل منازلته.

أعاننا اللَّه عليه، وأذاقنا لذته، والركون إليه.

ولنذكر إذ ذاك من الحكايات مما يليق بذلك.

ونقتصر من ذلك على ست عشرة حكاية:

الأولى: عن بعض الصالحين قال: كان رجل بالبصرة يقال له ذكوان كان سيدًا في زمانه، فلما حضرته الوفاة لم يبق أحد بالبصرة إلا شهد جنازته.

فلما انصرف الناس من دفنه، نمت عند بعض القبور وإذا ملك قد نزل من السماء وهو يقول: يا أهل القبور قوموا لآخذ أجوركم، فانشقت القبور عن أهلها، وخرج كل من كان فيها، وغابوا ساعة، ثم جاءوا وذكوان في جملتهم وعليه حلتان من الذهب الأحمر مرصع بالدر والحرير، وبين يديه غلمان يسبقونه إلى قبره.

وإذا ملك ينادي: هذا عبد كان من أهل التقوى فبنظرة واحدة نصبت إليه المحن


= والترهيب (٤/ ٣٨٥) والعراقي في المغني عن حمل الأسفار (٤/ ٤٩٧) والزبيدي في الإتحاف (١٠/ ٤٥٦)، والقرطبي في تفسيره (٩/ ٢٢٥، ١٠/ ٤١٨).
(١) الغُرْل: بضم الغين المعجمة وإسكان الراء معناه غير مختونين جمع أغرل، وهو الذي لم تحن وبقيت معه غرلته وهي قلفته وهي الجلدة التي تقطع في الختان. قال الأزهري: وغيره هو الأغرل، والأرغل، والأغلف بالغين المعجمة في الثلاثة، والأقلف والأعرم بالعين المهملة وجمعه غرل ورغل وغلف وقلف وعرم. والحفاة جمع حاف والمقصود أنهم يحشرون كما خلقوا لا شيء معهم ولا يفقد منهم شيء حتى الغرلة تكون معهم. [النووي في شرح مسلم (١٧/ ١٥٩) طبعة دار الكتب العلمية].

<<  <  ج: ص:  >  >>