للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أخرجه مسلم (١) أيضًا.

وفيه تأنيس يزيل وحشة الذنب والاسترسال في الجفاء والبعد.

الثالث عشر: حديث أبي هريرة قال: كنا قعودًا مع رسول اللَّه ومعنا أبو بكر وعمر في نفر، فقام رسول اللَّه من بين أظهرنا، فأبطأ علينا وخشينا أن يقتطع (٢) دوننا، وفزعنا فقمنا، فكنت أول من فزع، فخرجت أبتغي رسول اللَّه حتى أتيت حائطًا" وذكر الحديث بطوله إلى قوله: فقال : "اذهب بنعلي هاتين (٣)، فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا اللَّه مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة".

رواه مسلم (٤).

وفيه تشجيع بالتوحيد وعظم الشهادة، ولو لم يحصل في الدنيا غيرها لكفت.

شعر:

فلو لم ألق غيرك في اغترابي … لكان لقاؤك الحسن الجميلا

وفيه تنفيس من ضيق الخناق عند الغضبان إذا قال: ليت أمي لم تلدني، يا ليتني مت قبل هذا، ليت الأرض تبتلعني.

الحديث الرابع عشر: حديث عبد اللَّه بن عمرو مرفوعًا (٥): تلي قول اللَّه ﷿ في إبراهيم ﴿رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي﴾.


(١) أخرجه مسلم في صحيحه [٩ - (٢٧٤٨)] كتاب التوبة، ٥ - باب سقوط الذنوب بالاستغفار، توبة.
(٢) قوله: "وخشينا أن يقتطع دوننا" أي: يصاب بمكروه من عدو إما بأسره وإما بغيره وقوله: "وفزعنا فقمنا فكنت أول من فزع" قال القاضي عياض : الفزع يكون بمعنى الروع وبمعنى الهبوب للشيء والاهتمام به وبمعنى الإغاثة قال: فتصح هذه المعاني الثلاثة، أي ذعرنا لاحتباس النبي عنا ألا تراه كيف قال: "وخشينا ان يقتطع دوننا". [النووي في شرح مسلم (١/ ٢٠٧) طبعة دار الكتب العلمية].
(٣) وأما إعطاؤه النحلين فلتكون علامة ظاهرة معلومة عندهم يعرفون بها أنه لقى النبي ، ويكون أوقع في نفوسهم لما يخبرهم به عنه ولا ينكر كون هذا يفيد تأكيدًا، وإن كان خبره مقبولًا من غير هذا واللَّه أعلم. [النووي في شرح مسلم (١/ ٢٠٩) طبعة دار الكتب العلمية].
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه [٥٢ - (٣١)] كتاب الإيمان، ١٠ - باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعًا. وأبو عوانة في مسنده (١/ ١٠).
(٥) أخرجه مسلم في صحيحه [٤٦ - (٢٠٢)] كتاب الإيمان، ٨٧ - باب دعاء النبي لأمته وبكائه شفقة عليهم، والبيهقي في السنن الكبرى (٧/ ٢٠٥)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (٥٥٧٧)، وعبد الرزاق في مصنفه (٢٦٩٧)، والزبيدي في إتحاف السادة المتقين (٦/ ٥٥١)، وأبو عوانة في مسنده (١/ ١٥٨) والقرطبي في تفسيره (٦/ ٣٧٩)، وابن أبي الدنيا في الظن (٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>