للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والأكلة بفتح الهمزة: المرة الواحدة من الأكل كالغداء والعشاء، فحمد اللَّه على المرة من ذلك سبب للرضوان الموجب للحسنات.

الحديث السادس بعد العشرين: حديث أبي موسى مرفوعًا (١): "إن اللَّه يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها".

فإقبالها سبب لبسط اللَّه الكريم يَدَ جودِهِ ورحمته لذلك (٢).

الحديث السابع بعد العشرين: حديث عمرو بن عبسة الطويل الثابت في صحيح مسلم في خروج الخطايا من أعضاء الوضوء. (٣)

وهو دال على أن الوضوء سبب لخروج الخطايا مع الماء.

وأن تفريغ القلب للَّه تعالى في الصلاة سبب لحط ذنوب العبد كيوم ولدته أمه.

الحديث الثامن بعد العشرين: حديث أبي موسى مرفوعًا: "إذا أراد اللَّه رحمة أمة قبض نبيها قبلها فجعله لها فرطًا وسلفًا بين يديها، وإذا أراد هلكة أمة عذبها ونبيُها حيّ، فأهلكها وهو ينظر، فأقر عينه بهلكتها حين كذّبوه وعصوا أمره" (٤).

أخرجه مسلم.

وهذا سبب آخر للرجاء إذ قبض نبينا -عليه أفضل الصلاة والسلام- قبلنا،


= استحباب حمد اللَّه تعالى بعد الأكل والشرب. والترمذي في سننه (١٨١٦)، وأحمد في مسنده (٣/ ١٠٠، ١١٧)، وابن أبي شيبة في مصنفه (٨/ ١١٩، ١٠/ ٣٤٤)، والمنذري في الترغيب والترهيب (٣/ ١٤٨)، وابن الجوزي في زاد المسير (٥/ ٧)، والسيوطي في الدر المنثور (١/ ١٦٨)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (٤١٠٠).
(١) أخرجه مسلم في صحيحه [٣١ - (٢٧٥٩)] كتاب التوبة، ٥ - باب قبول التوبة من الذنوب وإن تكررت الذنوب والتوبة، وأحمد في مسنده (٤/ ٣٩٥)، والبيهقي في السنن الكبرى (٨/ ١٣٦، ١٠/ ١٨٨)، والمنذري في الترغيب والترهيب (٤/ ٨٨)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (٢٣٢٩)، والسيوطي في الدر المنثور (٣/ ٦٢)، والبيهقي في الأسماء والصفات (٣٢١).
(٢) ولا يختص قبولها بوقت، فبسط اليد استعارة في قبول التوبة، قال المازري: المراد به قبول التوبة، وإنما ورد لفظ بسط اليد لأن العرب إذا رضي أحدهم عن الشيء بسط يده لقبوله وإذا كرهه قبضها عنه فخوطبوا بأمر حسي يفهمونه وهو مجاز، فإن يد الجارحة مستحيلة في حق اللَّه تعالى. [النووي في شرح مسلم (١٧/ ٦٤) طبعة دار الكتب العلمية].
(٣) تخريج الحديث تقدم من قبل.
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه [٢٤ - (٢٢٨٨)] كتاب الفضائل، ٨ - باب إذا أراد اللَّه تعالى رحمة أمة قبض نبيها قبلها. والبيهقي في دلائل النبوة (٢/ ٣٥٢، ٣/ ٧٧)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (٥٩٦٨)، والبيهقي في الأسماء والصفات (١٥٤)، والخطيب في تاريخ بغداد (٧/ ٣٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>