قال: أمر شغلني عن الناس وعن الحسن البصري. فقال له الحسن: ما ذاك الشغل يرحمك اللَّه؟
قال: أتى الصبح بين نعمة وذنب، فرأيت أن أشغل نفسي بالشكر على النعمة والاستغفار من الذنب.
فقال له الحسن البصري: أنت يا عبد اللَّه أفقه من الحسن فالزم ما أنت عليه.
الثامنة: قال ذو النون المصري. رحمه اللَّه تعالى: كنت في جبال بيت المقدس، وإذا برجل قد اتزر بالخوف واتشح بالرجاء، فتقدمت إليه وسلمت عليه، فرد عليَّ السلام، فقلت له: من أين أقبلت يرحمك اللَّه؟
قال: من حضرة الأنس.
قلت: إلى أين تريد؟
قال: إلى راحة النفس، ثم ولي وهو يقول:
هجر الخلق كلهم فتولى … فهو باللَّه طيب الخلوات
قال للنفس ساعديني وجدي … ليس نقض العهود فعل الثقات
ليس من يطلب الحبيب فتورا … فأسبل الدمع واهجر الترَّهات
هل رأيتم مدللًا في عذاب … وعروسًا تواصل العبرات
ملك جائع غني فقير … مشرق وجهه من الحسنات
لم يدم عرسه الذي هو ماض … إنما رام عرسه الذي هو آت
فلعمري ليخلعن عليه … خلع العز مع جزيل الهبات
التاسعة: عن الشبلي رحمه اللَّه تعالى: إنه كان يقول: ليت شعري ما اسمي عندك يا علام الغيوب وما أنت صانع بي يا غفار الذنوب، وبم يختم عملي يا مقلب القلوب، ثم أنشد وجعل يقول:
ليت شعري كيف ذكري … عند من يعلم سري
أجميل أم قبيح … أم بخير أم بشري
ليت شعري كيف موتي … بيقين أم بكفر
أترى يقبل قولي … أم ترى يشرح صدري
ليت شعري كيف حالي … يوم إحضاري وحشري
ليت شعري أين أمضي … لنعيم أم لجمري؟
العاشرة: قال صالح المدي ﵀: رأيت في محراب داود ﷺ عجوزًا