للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا الحديث فيه بيان أفضل الأعمال، إما مطلقًا وإما لحال شخص.

فذكر للمطلق كل خير وهو الإيمان، وتممه بأمرين: الدعاء إليه والحجة والسيف، وفك رقبة مؤمنة وحال من لم يفعل شيئًا من ذلك إسداء المعروف إعانة واستقلالا، ولحال من ضعف عنه كف الشر.

الحديث الثاني عنه مرفوعًا (١): "يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى".

أخرجه مسلم.

والسلامى: بضم السين المهملة وتخفيف اللام المفصل (٢).

وفيه بيان أن كلًّا من الأذكار الأربعة صدقة على النفس وعلى العالم، والصلاة المذكورة تجزئ من ذلك كله.

الحديث الثالث: عنه مرفوعًا: "عرضت عليَّ أعمال أمتي، حسنها وسيئها، فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق، وجدت في مساوئ أعمالها النخاعة تكون في المسجد لا تدفن" (٣).

أخرجه مسلم.

فإماطة الأذى من محاسن العادات، ومهم العبادات.


(١) أخرجه مسلم في صحيحه [٨٤ - (٧٢٠)] كتاب صلاة المسافرين وقصرها، ١٣ - باب استحباب صلاة الضحى، وأبو داود في سننه (١٢٨٩، ٥٢٤٣)، وأحمد بن حنبل (٥/ ١٦٧)، والبيهقي في السنن الكبرى (٣/ ٤٧)، والمنذري في الترغيب والترهيب (١/ ٤٦١)، والزبيدي في الإتحاف (٣/ ٣٦٧)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (١/ ٢٣١١)، والقرطبي في تفسيره (١٥/ ١٦٠).
(٢) قوله : "على كل سلامى من أحدكم صدقة" وهو بضم السين وتخفيف اللام وأصله عظام الأصابع وسائر الكف ثم استعمل في جميع عظام البدن ومفاصله، وفي الحديث وحديث أبي الدرداء الحث على الضحى وصحتها ركعتين والحث على صوم ثلاثة أيام من كل شهر وعلى الوتر وتقديمه على النوم لمن خاف أن لا يستيقظ آخر الليل. [النووي في شرح مسلم (٥/ ١٩٨، ١٩٩) طبعة دار الكتب العلمية].
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه [٥٧ - (٥٥٣)] كتاب المساجد ومواضع الصلاة، ١٣ - باب النهي عن البصاق في المسجد في الصلاة وغيرها، وأحمد بن حنبل في مسنده (٥/ ١٨٠)، والبيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٢٩١)، وابن خزيمة في صحيحه (١٣٠٨)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (٧٠٩) والبخاري في الأدب المفرد (٢٣٠)، والمنذري في الترغيب والترهيب (٣/ ٦١٦) والقرطبى في تفسيره (١٢/ ٢٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>