فقال له: من أين هذا يا أبا بكر؟
فقال: يُدنيه الوزير منه ويسمع كلامه.
قال: فناداه وقال: ما خطبك أيها الشيخ؟
فقال: إن أبا بكر يعلم أن لي ابنتين وجاءتني البارحة ابنة ثالثة، فطلب منى أهلى دانقًا يشترون به سمنا وعسلا يحنكونها به، فلم أقدر عليه، فبت مهموما مغمومًا.
فرأيت النبي ﷺ في المنام وهو يقول لي كذا وكذا، وذكر ما تقدم.
قال: فاغرورقت عينا علي بن عيسى بالدموع وقال: صدق اللَّه ورسوله، وصدقت أنت يا رجل، هذا شيء ما كان علم به إلا اللَّه ورسوله يا غلام هات الكيس.
فأحضره بين يديه، فأخرج منه ثلاثمائة دينار.
وقال: هذه المائة التي قال لك عنها رسول اللَّه ﷺ.
وهذه مائة أخرى هدية، فخرج الرجل ومعه ثلاثمائة دينار، وقد زال عنه همه وغمه وحزنه.
وعن بعضهم قال: سافرت إلى العراق على قصد السياحة ورؤية المشايخ.
فرأيت مدينة، فمشيت نحوها، وقصدت مكانًا آوي إليه، فآويت إلى خربة طرف المدينة فيها أثمار دائرة.
فجلست قليلا، ثم نامت عيناى، فهتف بى هاتف في المنام.
وقال لي: قم إلى جانبك في الحائط خبيئة، فخذها فليس لها وارث، وهي ملكك.
فاستيقظت ونظرت إلى جانبي عصا، فحفرت بها في المكان قليلا، فوجدت خرقة ففتحتها، فوجدت فيها خمسمائة دينار فصررتها في طرف ثوبي.
وخرجت من ذلك المكان، ففكرت فيما أفعل فيها.
فقلت: أُنفق منها على الفقراء.
ثم قلت: اشترى بها حوانيت وأوقفها على الفقراء وخطر لي غير ذلك.
فنمت تلك الليلة، فرأيت النبي ﷺ في المنام، فسلم علي وقال: يا فقير، إرادة وطلب زيادة من الدنيا، لا يكونان معًا.
ثم جمع السبابة والوسطى، ثم قال لي: امض بما معك إلى الشيخ أبي العباس من أهل الجزيرة الخضراء إلى بغداد في مسجد كذا وكذا وسلمها إليه.